كائنات ضالة ابراهيم عبد المجيد القيسي

تجنبت الكتابة في العنوان بأنها كلاب، خشية أن يفهم بعضهم بأنني أشتم أقواما، غدت شتيمتها مدحا لها، لكنني أتحدث عن الكلاب الضالة التي قرأت حول «ضلالاتها» خبرا مفاده أنها تجمعت، بعدد (حوالي 20 كلبا)، فعقرت طفلا في المفرق، وتركت على جسده حوالي 30 جرحا، ولست أدري إن كان من بينها من هو مصاب بـ»داء الكَلَب» او السعار، هذا المرض الذي يؤثر في الكلب، فيغدو متوحشا يهاجم كل شيء، ويعضه، فينتقل «الداء» إلى الجسد المعضوض، فيصبح بدوره مصابا، ويصبح مسعورا، ينبح ويعض، وينتهي بالموت لو كان المسعور إنسانا.. الخبر لم يوضح ذلك.
وقبل الخبر المزعج، الذي تتجسد فيه «اللامبالاة البلدية»، شاهدت أكثر من فيديو، لقطعان من الكلاب الضالة، وربما دفعتني شطحات الأفكار إلى خيالات سلبية كثيرة، حول هذه الجحافل «المسالمة» من الكلاب «الهاملة»..
فقلت في نفسي:
هذا مجتمع من كائنات، يعيش في قفر، وتجمع فوق مكب نفايات، يبحث عما يقيم أوده، فهو وبحكم قوانين الطبيعة التي نعرف، سيجوع أكثر، ويعيش تحولات وانقلابات غريزية، عرفنا في القطعان الحيوانية منذ نشأة الخليقة حتى اليوم، فبعضها تطورت مهاراته، وتحول لحياة أخرى، وحافظ على بقائه، وبعضها تكاثرت انقساماته، فدبت العداوات بينها، وقضى على نفسه.. والأخطر هو النوع الذي تأقلم، وطوّر من مهاراته، وأصبح مجتمعا خطيرا، شرسا، يبحث عن الاستقرار، والسيادة على الانواع الأخرى.
هذه الكلاب الضالة الكثيرة، تتكاثر بسرعة، ويمنع قتلها تحت طائلة الرقابات الدولية، لغاية الرفق بالحيوان، وهذه غاية عرفناها نحن المسلمين، وفهمنا بان الرفق بكلب عطش وسقايته، يطهر الساقي من الكبائر والشرور، كما في القول المتواتر، عن الزانية او الغانية التي سقت كلبا فنالت الجنة على هذا الفعل الرفيق بالكلاب.
لكن ماذا لو تحالفت هذه الكلاب الجائعة الكثيرة، ثم تآلفت على غاية وجودية، وهي البحث عن الطعام، فكشرت عن أنيابها، وقامت بعض وتمزيق وأكل الأخضر واليابس، ثم انتشرت جحافل شرسة، تبحث عن اي شيء لتأكله.. !! هل ترانا سنحتاج لتشريع لمجابهتها ودرء خطرها..
كل الكلاب هل تعدل روح طفل أردني؟!.