الجهد الأردني نحو فلسطين حمادة فراعنة

بداية يجب الإقرار أن الجهد الأردني المتمثل في دعم واسناد الشعب الفلسطيني له دوافع وطنية قومية دينية إنسانية من أجل تحقيق هدفين: أولهما حماية الأمن الوطني الأردني، وثانيهما دعم صمود الشعب الفلسطيني في وطنه، وانتزاعه حقوقه الوطنية غير القابلة للتبديد أو التلاشي أو التقادم.
أمن الأردن واستقراره وتقدمه وديمقراطيته وتعدديته له الأولوية، وحمايته من الأطماع التوسعية الاحتلالية الاحلالية الإسرائيلية، ومنع المستعمرة من تحقيق مشاريعها وبرنامجها وتوجهاتها، والعمل على احباط إعادة رمي القضية الفلسطينية خارج فلسطين، كما حصل عام 1948، حيث تمكنت المستعمرة من طرد وتشريد وتهجير نصف الشعب الفلسطيني خارج وطنه إلى لبنان وسوريا والأردن، وتحولت القضية الفلسطينية من وطنية سياسية إلى قضية إنسانية، في توفير متطلبات العيش للاجئين في البلدان المضيفة الثلاثة.
وقد بقيت القضية الفلسطينية وعنوانها خارج فلسطين حتى تمكن الرئيس الراحل ياسر عرفات نقل الموضوع الفلسطيني وعنوانه من المنفى إلى الوطن بفعل نتائج الانتفاضة الأولى 1987، واتفاق أوسلو التدريجي متعدد المراحل عام 1993.
الفريق الحاكم لدى المستعمرة الإسرائيلية المتمسك بمسألتين: الأولى أن القدس الموحدة عاصمة للمستعمرة، والثانية أن الضفة الفلسطينية يهودا والسامرة، أي أنها جزء من خارطة المستعمرة، ولذلك يعمل هذا الفريق السياسي الديني المكون من الأحزاب السياسية اليمينية المتطرفة، والأحزاب الدينية اليهودية المتشددة على رمي القضية الفلسطينية خارج فلسطين:
1- أهالي قطاع غزة إلى سيناء أو إلى أي مكان آخر، حتى ولو كان إلى الجحيم حسب وزيرهم العنصري اسرائيل كاتس.
2- وأهالي القدس والضفة الفلسطينية إلى الأردن، أو من خلاله إلى بلدان أخرى.
حصيلة ذلك البرنامج الإسرائيلي التخلص من الوجود العربي الفلسطيني من على أرض وطنه، ومحاولة إعادة رميه الديمغرافي، وقضيته السياسية، وشعبها خارج فلسطين، ورمي المشكلة إلى الحضن العربي، بدلاً من حلها في فلسطين، ولذلك لا مصلحة لنا كأردنيين أن يرحل فلسطيني واحد إلى الأردن، فالأردن وطن الأردنيين، وللأردنيين فقط، وفلسطين وطن الفلسطينيين، يجب أن تبقى كما كانت، ولهذا يجب بقاء وصمود الشعب الفلسطيني على أرض وطنه، ورفض ترحيله إلى الأردن، أو إلى أي مكان اخر، وهذه هي مهمتنا الثانية، رفض طرد الفلسطينيين إلى الأردن، ورفض ترحيل المشكلة والعقدة الفلسطينية، خارج فلسطين، وأن تبقى في «الحضن» الإسرائيلي، وتحل مشكلتهم في وطنهم:
فلسطين.
عناوين عديدة يتبناها الأردن، رسمياً وشعبياً ونقابياً واكاديمياً ومهنياً، تهدف إلى: 1- بقاء وصمود الشعب الفلسطيني في وطنه، 2- دعم نضاله لاستعادة حقوقه الشرعية والقانونية سياسياً وفق قرارات الشرعية الدولية، واستجابة لمتطلبات هذا النضال.
الدعم الأردني لشعب فلسطين يشمل المكونات المتعددة بـ:
1 - فلسطينيي مناطق الاحتلال الأولى عام 1948، عبر تأدية فريضة الحج، و تأدية مناسك العمرة بجواز السفر الأردني وبعثة الحج ووزارة الأوقاف الأردنية، وتقديم 30 منحة جامعية لكل حزب سياسي لديه المصداقية في الحضور ويمتلك التمثيل بين مسامات شعبه، وذلك بهدف الحفاظ على هويتهم الوطنية الفلسطينية وقوميتهم العربية وايمانهم الإسلامي والمسيحي.
2- لفلسطينيي القدس تأكيداً للوصاية الهاشمية والرعاية الأردنية للمقدسات الإسلامية والمسيحية.
3- لفلسطينيي الضفة الفلسطينية عبر دعم السلطة الوطنية وخياراتها وأولوياتها الوطنية.
4- لفلسطينيي قطاع غزة عبر أربعة مستشفيات عاملة تابعة للخدمات الطبية الملكية والقوات المسلحة، وتقديم المساعدات الغذائية المختلفة عبر الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية.
دعم أردني لفلسطين على قاعدة حماية الأمن الوطني الأردني، وتأدية الواجب الوطني والقومي والديني والإنساني لاسناد الشعب الفلسطيني لتطلعاته نحو الحرية والاستقلال .
تداخل أردني فلسطيني يخدم شعبينا الأردني والفلسطيني في مواجهة سياسات المستعمرة واحتلالها ومشروعها، ومن أجل مستقبل مشترك لشعبينا في الأردن وفلسطين.