مهما بلغت التضحيات المستقبل لفلسطين حمادة فراعنة

تعمل الولايات المتحدة كل ما تستطيع لمنع انتقال وصف مكانة المستعمرة الإسرائيلية، من موقع وصفة الفشل والإخفاق، إلى موقع وصفة الهزيمة.
فقد فشلت المستعمرة وجيشها وأجهزتها لتصفية المقاومة الفلسطينية وإنهائها، كما فشلت في إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، رغم احتلالها لكامل قطاع غزة.
كما ارتكبت المستعمرة، كافة الجرائم والانتهاكات وتجاوزت كل المحرمات الممنوعة، وتورطت بارتكاب كل الموبقات ضد حقوق الإنسان، بقتل عشرات الآلاف من المدنيين علناً، وتجويع الأطفال وموتهم قصدا، بهدف واضح: ممارسة القتل الجماعي والتطهير العرقي.
كما بدأت بفقدان البلدان الحليفة والصديقة لها، بشكل تدريجي، خاصة تلك التي ساهمت بولادتها ودعمها وتشريع احتلالها لفلسطين، حيث صاب شعوب هذه البلدان وحكوماتها، الحرج من هول ما تفعله المستعمرة بحق المدنيين الفلسطينيين.
الولايات المتحدة التي ورثت تبني المستعمرة، بعد أن صنعتها أوروبا، كمشروع استعماري توسعي احتلالي احلالي، نجحت في ذلك، على حساب الشعب الفلسطيني، على أرض وطنه، الذي لا وطن له غيره، ولكن صابها الغرور والطمع باتجاه التوسع والسيطرة والهيمنة، وها هي تستبيح لبنان وسوريا واليمن وإيران وتتطاول على سيادتهم وتحتل أراضي من لبنان وسوريا، وكامل أرض فلسطين، ولا تكتفي بذلك، عبر مشروع « إسرائيل الكبرى» الذي قدمه نتنياهو، ويأمل تحقيقه، ولو نظريا، كطموح وتطلع وطمع.
إمكانات المستعمرة العسكرية والأمنية والاقتصادية والاستخبارية، قوية متفوقة، بسبب الدعم الأوروبي سابقاً، والدعم الأميركي الكامل لاحقاً وحاليا، ولكنها تفتقد للعدالة، وها هي تقع فريسة تطرفها وعدوانيتها واستعمارها وفاشيتها، بينما الشعب الفلسطيني رغم إمكاناته المتواضعة والدعم المحدود له ولكنه يملك عدالة قضيته وبسالة شعبه، واستعداده العالي للتضحية، وهذا ما يُفسر صموده طوال حوالي السنتين من الحرب والعدوان والهجوم، على قطاع غزة.
تستطيع المستعمرة أن تقتل وتغتال، وتمكنت من ذلك، باغتيال القيادات العسكرية والسياسية والأمنية لفصائل المقاومة، ولكنها لم تتمكن ولن تتمكن من دفع الفلسطينيين للاستسلام والرضوخ والإذعان بقبول الاحتلال والتكيف معه.
رغم الوجع والألم وفقدان الأحبة، وتدمير الممتلكات و تغييب مقومات الحياة، ولكن شعب فلسطين يؤمن أنه يجب أن يدفع ثمن حريته واستقلاله واستعادة حقوقه، ولا تنازل عنها مهما بلغت قسوة الثمن الذي يدفعه على طريق استعادة حقوقه وانتزاعها، ومقابل ذلك مهما تغولت المستعمرة، ولكن نهايتها، كما الاستعمار البريطاني والفرنسي، وتغول هتلر وتمرده، وخطيئة الاتحاد السوفيتي في افغانستان، وهزيمة الولايات المتحدة في الفيتنام، وبلدان جنوب شرق آسيا.
ومهما فقدت الفصائل قياداتها، فالخاضنة الشعبية ولاّدة، للتعويض، طالما توجد نساء تنجب، وطالما وجدت كرامة لدى الشعب المعذب، وطالما بقي الاحتلال، السبب الرئيسي للنضال الفلسطيني.
المعركة سجال، ولن تتوقف إلا بسطوع شمس الحرية والاستقلال على فلسطين، كما حصل للجزائر واليمن وجنوب إفريقيا والفيتنام.