2025-07-01     عدد زوار الموقع: 5972699

مجزرة المشروب

رحم الله الذين تعرضوا للسم، نتيجة تناولهم (للسم المسموم)، وإنها حقا لمجزرة، قالت الأخبار بأننا فقدنا بسببها 9 من المواطنين وربما اكثر.. ولست ادري إن كنا فقدنا مثل هذا العدد من الناس في اية حادثة لتعاطي المخدرات، التي تدمر البلدان والمجتمعات!
المؤسف حقا؛ كالمعتاد، ينشغل الفضاء بجدل سقيم عقيم، حول وفاة بل قتل هؤلاء الأشخاص، وهل يجوز ان نترحم عليهم، وما ارتبط بهذا من قناعات شرعية وعقائدية، ويتناسى المتجادلون بان الذين ماتوا بالتسمم بشر، لهم عائلات تشبه عائلاتهم، ويعيشون حيوات حافلة بالحيوية..
ترى لماذا يصبح بعضهم أربابا، يحكمون على الناس بالحريق في جهنم، وهم يعلمون علم اليقين بأن الله وحده، من سيحاسب البشر في الحياة الآخرة، ولا يترك «مثقال ذرة» من عمل إلا ويحاسبهم عليه سبحانه... وهو الغفور الرحيم؟!.
كحول الخشب (الميثانول)، مادة كيميائية تستخدم في تصنيع المنظفات وهي الوقود «العضوي» الذي تقوم شركات ودول باستخراجه وتحضيره، لاستخدامه في السيارات، كبديل للوقود الأحفوري كالنفط، باعتباره صديقا للبيئة.. هذا المركب الكيميائي، قام بعض صناع السّم بدسه في بعض أنواع الخمور، خلافا لكل القوانين والتعليمات فوق مخالفة الأخلاق، وذهب ضحيته هذا العدد من الأبرياء..
الميثانول مادة ذات سمّيّة عالية إذا ما تناولها الكائن الحي، ويوجد حول العالم أناس كثر، يضيفونها إلى المشروبات الكحولية، وقد حدثت مجازر في العالم بسببها، ففي الهند مثلا، توفي اكثر من 400 شخص بسبب خلطها في الخمور، حتى في ألمانيا، توفي قبل وقت، 3 من المواطنين الألمان، بسبب تناولهم لمشروب «الفودكا» الذي يحتوي على نسبة من الميثانول، فالجريمة حدثت في دول أخرى، وهي ليست بالجديدة، وليست أردنية.. فالمجرمون الذين يريدون الثراء على حساب أرواح ودماء الناس، موجودون في كل العالم.
لن تتوانى مؤسسات الدولة المعنية عن مطاردة هؤلاء، الذين وبدافع من الجشع، سمموا السم نفسه، فقتلوا الناس، ولن تترك الدولة هذه الجريمة بدون عقاب رادع، ضامن لعدم تكرارها، نقول هذا ونعلن تضامننا مع أسر وعائلات القتلى الذين لا ذنب اقترفوه ليموتوا بهذا السم والإجرام.
كم من المجرمين يجتهد لبيع سموم ونفايات الدنيا للفقراء والبسطاء، ليحققوا ثراء، ضاربين عرض الحائط بالقانون والقيم والأخلاق والعدالة..
ترى ماذا سيكون حكم القضاء على هؤلاء القتلة الذين تسبب جشعهم بهذه المجزرة في بلدنا؟!..
لا حول ولا قوة إلا بالله.



شارك الخبر

استطلاع الأراء
هل تؤيد رفع اسعار الدخان وفرض ضريبة ؟

17788 المؤيدين

17551 المعارضين

17453 المحايدين

محايد لا نعم