105 أعوام من الالتحام الأردني الفلسطيني !!

عبَّر مشايخُ شرق الأردن وفلسطين في مؤتمر قَم (6 نيسان 1920) عن جوهر ومحتوى عقيدة الشعب العربي في القطرين، تجاه الأرض العربية، وعن وعي الآباء على مصيرنا الذي لا يزال وسيظل مصيرّا واحدًا.
في مثل هذا الشهر قبل 105 أعوام؛ تنادى مشايخ الأردن وفلسطين، فعقدوا مؤتمرًا سياسيًا في بلدة قَم، اتخذوا فيه عدة قرارات لمواجهة الخطر اليهودي على فلسطين، لو تنادينا اليوم لاتخاذ قرارات لمواجهة الخطر الصهيوني، لما جئنا بأقوى منها.
في مؤتمر المقاومة وحماية الوطن ذاك، ألقى الزعيم المجاهد الشيخ ناجي باشا العزام كلمة قصيرة قال فيها:
«إن الهدف هو الخروج بقرارات تتضمن الرد السريع على الأعداء، وقد اتفقنا على أن يكون الرد بمهاجمة المستوطنات اليهودية في سمخ وبيسان وطبريا، والهمة في عشائرنا ورجالنا والله معنا».
لم يكن الفلسطينيون وحدهم !!
كشف المؤتمر وعيًا سياسيًا عسكريًا أردنيًا مبكرًا، جاء شاهدًاً على البنية الوحدوية الناضجة في التكوين السياسي لدى أبناء الشعب العربي الأردني.
قرر زعماء الوطن، الدفاع عن الأراضي الفلسطينية من أجل وقف التوسع والهجرة اليهودية.
شكل المؤتمر أول منظمة تحرير ومقاومة خاضت معركة تل الثعالب بقيادة الشيخ كايد المفلح العبيدات الذي استشهد والثوار سلطان عبيدات وقفطان عبيدات وفندي عبيدات وبلال الحجات وسعيد القرعان وزطام القرعان ومحمد العزام وثلاثة مجاهدين من حوران، تعبيرًا عن محتوى الهوية الوطنية الأردنية، التي ستظل على الدوام، قومية تقدمية تحررية، معادية للاستعمار والصهيونية، ملتحمة مع كفاح شعب فلسطين العربي، من أجل الحرية والاستقلال.
ثمة جهل بتاريخنا وبتضحيات الآباء من أجل عروبة فلسطين وحريتها، كشفه هتاف البائسين: «الجيش العربي وين» !!
فها هو عمْر الالتحام المصيري الأردني الفلسطيني يزيد على 100 عام !
تفاصيل تاريخنا المشرف، بالوقائع والتواريخ، هي أبلغ رد على الشعبويين والأميين والإقليميين الذين يتعمدون الانتقاص من مكانة الأردن ودوره، ناهيكم عن محاولة الانتقاص من تضحيات الجيوش العربية في فلسطين، وفي طليعتها الجيش الأردني العظيم، الذي قدم 20% من عديده شهداء على ثرى فلسطين سنة 1948.