2025-02-05     عدد زوار الموقع: 5461648

كنت في غزة

هي غزة.. لم احتج من يخبرني اننا في غزة، فقد خفق القلب.. وتغير دوران عقارب ساعتي لزمن لا علاقة له بهذا الزمن، هي غزة وصلتها على متن طائرة صقور سلاح الجو الملكي، مع نشامى وطني الذين يقومون بدور وطني اجزم انه منفرد للأهل في غزة، فهم لا يحملون مساعدات فقط، انما يحملون رسالة حب أردنية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني بالفعل لا بالقول.
تشرفت بمرافقة المساعدات التي ارسلت أمس في اطار الجسر الجوي الإنساني الذي انطلق الأسبوع الماضي بتوجيه ملكي، وتشرفت بتكليفي من رئيس التحرير المسؤول الزميل مصطفى الريالات، لتغطية هذا الحدث الوطني العظيم، ليصنعوا لي مرحلة جديدة في حياتي ومهنيتي.
هي غزة الحزينة بلونها الرمادي؛ اذ جعلته الحرب لونا سائدا على جغرافية المكان وعلى طبيعتها، عندما دخلت طائرة سلاح الجو الملكي حيث تشرفت بمرافقتهم لايصال المساعدات الانسانية والاغاثية للاهل في غرة، عندما دخلت أجواء غزة العِزة، اقسم ان كل مشاعري أخذت تحكي لغة بعيدة عن أي لغة عرفتها البشرية، لغة حروفها نبض القلب ووجعه، هبطت الطائرة على تراب غزة، وبدأ نشامى الجيش العربي وسلاح الجو الملكي بكل شجاعة وجرأة وعظمة الرجال ينزلون المساعدات، حتى أنني سارعت وزميلي حمزة المزرعاوي بمساعدتهم فهو اقل القليل ما نقدمه في هذه الملحمة الوطنية التي يسطّرها الأردن بحروف من ذهب.
وقفت لأكثر من خمس دقائق اشتم رائحة غزة، حيث لا رائحة سوى (الرماد والبارود) اختلطت الرائحة لتغيب رائحة البرتقال والبحر ورمال الشاطئ، وقفت اشتم عظمة هذه المدينة، علّني استوعب لحظتي، حقيقة لم اكن لاستوعب او اصدق انني في غزة العِزة، هذه البقعة التي عاشت زمنا خارج زمننا، وحتما على ما شاهدت بقيت فيه وتحتاج عشرات السنين لتعود لبريقها.
رحلة مجد وفخر بتفاصيل تجعل من هامات نشامى الأردن تعانق السماء؛ لما يبذله نشامى الجيش العربي وصقور سلاح الجو الملكي من جهود خارقة، فلم يعد سوى الأردن جسرا للمساعدات من خلاله، وجسرا للوفاء بالعهد لفلسطين وغزة.
وبحرص عظيم قدّم نشامى الجيش العربي معلومات كاملة عن المساعدات، وايصالها، وشرحا للأماكن التي كانت طائرة الأردن تحلق فوقها، والاطمئنان على اوضاعنا بين الحين والآخر، فكانت قرابة الثلاث ساعات هي الاعظم في مسيرتي المهنية، إلى أن وصلنا غرة، ليحدثني قلبي إننا وصلنا لبلد تابعناه (15) شهرا عبر محطات التلفاز، وخلف هواتفنا، وهاهي قلوبنا تخفق بغزة، وأنفاسنا تسلب كميات من هوائها، وعيوننا تلتف في المكان الذي يحمل حزنا يثقل البشرية.
عدنا إلى الأردن، لم أشعر أن الوقت قد تجاوز الثلاث ساعات، ففي الذهاب كنت استعد لرؤية غزة العظيمة، وفي العودة، عشت استرجع تفاصيل يومي المختلف من ساعاته الأولى حتى عودتي، يوم عشت خلاله مشاعر هي الأولى عليّ، فخري بنشامى الجيش العربي، وبصقور سلاح الجو، فخري بوطني الذي يقوم بدور تاريخي للأهل في غزة بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، ملك الإنسانية، القائد الذي لم يخذل فلسطين يوما، بطل الحق والسلام، صوت العدل والحكمة، صوت تنصت له عقول العالم قبل مسامعهم، صوت الملك عبد الله الثاني عظيم الدنيا وسيدها.
كنت في غزة، مررت من غزة، كنت هناك ومررت من هناك، في يوم ساعاته بدأت بصباح أمس ولم ولن تنتهي لعظمته من يوم، ولحجم ما عشت به من مشاعر، اعجز عن وصفها، شكرا لوطني، شكرا لنشامى الجيش العربي وصقور سلاح الجو الملكي، بقي ان اقول انني كتبت مقالي على الطائرة أمس فلم اشعر يوما انني احتاج الكتابة كما كنت في حينه، لأدرك أن الكتابة في حياتي حاجة، هنيئا لنا بالاردن بقيادة جلالة الملك، هنيئا لي أنني كنت في غزة.



شارك الخبر

استطلاع الأراء
هل تؤيد رفع اسعار الدخان وفرض ضريبة ؟

8257 المؤيدين

7860 المعارضين

7882 المحايدين

محايد لا نعم