2024-12-27     عدد زوار الموقع: 5191033

اعتصام أطفال..!.

لا أعلم إن كانت كل هذه مجرد صدف، أم ان ثمة رابطا ما، بين ما كتبت في مقالتي السابقة حول القوائم السوداء ونزاهة القضاء، وبين ما رأيته أمس أمام مجلس النواب من حشد للأطفال وأمهاتهم...
كنت أعتقد بان هذا الحشد طلاب مدارس، تركوا «الدوام» في مدارسهم، وجيء بهم كي يعترضوا على قرارات مدرستهم او وزارة التربية والتعليم، فدخلت مجلس النواب ومكثت أكثر من ساعة، انتظر خروج أحد الأصدقاء النواب من جلسة تحت القبة، وذلك بناء على موعد بيننا، وبعد خروجي من بوابة المجلس، كانت هناك سيارات درك وبعض رجال الشرطة، وعلى الرصيف الآخر حشد بدا أكبر من الذي شاهدته قبل ساعة.. توقفت قليلا لأقرأ ما كتبوه على «يافطات» يحملها اطفال...(كلها مناشدات لجلالة الملك، وللحكومة ووزير الداخلية)، بأن يخرجوا اولياء أمورهم ومعيليهم من السجون وإنهاء التوقيف الإداري.. وإنني وبحكم معرفتي الشخصية بوزير الداخلية، يمكنني القول بانه مثل «بلّاع الموس»، حيث أنا أعرف تماما حجم الإنسانية والنقاء الذي يرقد بين جوانحه، وكذلك حجم الالتزام والصدق بالقيام بأمانة المسؤولية.. إنه في وضع لا يحسد عليه بالنسبة لقرار بالغ الحيرة و»المغامرة»، فهل يرأف بهؤلاء الأطفال مثلا، ويخلي سبيل معيليهم أو افراد عائلاتهم، الذين قد يكون من بينهم مجرمون ينتظرون إخلاء سبيلهم ليرتكبوا أبشع الجرائم.. لا بد أن الوزير يريد من أحد أن يقنعه بضمانات ما، ليطمئن ضميره حال اتخاذه لقرار إخلاء سبيل موقوفين على ذمة قانون منع الجرائم.
ما زال الأردن رحبا، كما نفوس أهله، وثمة أساليب كثيرة لمنع وقوع الجرائم، ولا اعني القانون «الجدلي» نفسه، بل أطالب بوقف العمل به، وأطالب المسؤولين بحماية الاردن والأردنيين وأموالهم وحقوقهم، حتى صفاء ونقاء أجوائهم ونفسياتهم، هي مسؤولية الدولة، ولا أعتقد بأنها تدخر جهدا من أجل حياة أفضل لكل الناس..
كيف نستجيب لنداء الأطفال والأمهات وتلبية حقوقهم بالعيش في كنف آبائهم؟ وكيف نؤمن الأبرياء من اعتداءات البلطجية والمجرمين.
(إشي بيحيّر)!!



شارك الخبر

استطلاع الأراء
هل تؤيد رفع اسعار الدخان وفرض ضريبة ؟

6880 المؤيدين

6371 المعارضين

6448 المحايدين

محايد لا نعم