اللغة العربية على الإنترنت رمزي الغزوي
في البدء لا أعرف لماذا يصر أغلب الناس على كتابة أسمائهم باللغة الإنجليزية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مع أنك لو تصفحت قوائم أصدقائهم وصفحات تفاعلهم؛ فلن تجد لهم صديقاً غير عربي إلا ما ندر.
ولهذا تمنيت على أصدقائي أن يغيروا لغة كتابة أسمائهم إلى العربية، على الاقل في هذا اليوم الذي نبتهج فيه بيوم لغتنا العربية المقرر من منظمة اليونسكو.
اليوم تأتي لغتنا العربية بين ثلاثة أرقام مهمة جدا فهي تمتلك 12 مليون مفردة، في حين تمتلك اللغة الإنجليزية 600 ألف مفردة، واللغة الروسية 130 ألف مفردة والفرنسية 125 ألف مفردة. والرقم الثاني 1.2 % وهي النسبة المئوية للمحتوى المنشور على الإنترنت باللغة العربية، أما الرقم الثالث فهو 5.2 % وهي نسبة الناطقين بها من بين إجمالي عدد سكان العالم.
تشير الإحصائيات العالمية للمحتوى على الإنترنت إلى وضعية صعبة للغة العربية، فلا الغنى ولا الثراء الذاتي كلغة عبقرية ملهمة عكس نفسه على محتواها على الشبكة العالمية كماً ونوعاً، ولا الناطقون بها أوفوها حقها الحقيقي من الاستخدام والتفعيل والوفاء، لأن شريحة كبيرة منهم عرب وناطقين بالعربية يتعاملون أغلب الوقت في محتوي منشور بغير العربية، سواء عند الإضافة والنشر، أو عند البحث والاستهلاك. وللتدليل على حجم الفادحة نذكر أن نسبة ما ينشر باللغة الإنجليزية على الانترنت يتجاوز 64%.
في هذا المجال أذكر أن الأردن في عام 2011 حل في المرتبة الأولى عربيا من حيث نسبة مساهمته في صناعة المحتوى العربي على الإنترنت إذ بلغت 75 بالمئة من إجمالي المحتوى ولا أعرف أين وصلت النسبة الآن.
للأسف العرب لا يقدرون لغتهم ولا قيمتها ولا جمالها وإلا لما كانت نسبة المحتوى العربي متدنية بهذا الشكل، ويكفي أن نشير مثلا إلى أن الأتراك الذين تحتل لغتهم المركز الثالث بعد اللغتين الإنجليزية والروسية عمدوا إلى تفعيل عملية الترجمة وزيادة زخمها، وهنا نتذكر أيضاً الخليفة المأمون في أوج العصر العباسي في بغداد بعد أن أطلق العنان لترجمة كل العلوم والفنون من اللغات العالمية المختلفة إلى العربية،
كما وتحرص تلك الدول على أن تشجع أبناءها على الانتماء للغتهم واستخدامها والعمل على تفضيلها على اللغات الأخرى.
علينا أن نعلي من شأن لغتنا فعلياً لا بالاحتفالات والبروتوكولات التي لا تترك أثرا إنما بحثّ الجامعات والمؤسسات العلمية على نشر إنتاجها العلمي من مشاريع تخرج ورسائل دراسات وأبحاث عبر شبكة الإنترنت، وتشجيع الشباب وطلبة الجامعات على الإسهام في إثراء المحتوى العربي وفتح باب التطوع والمشاركة في ترجمة مقالات مختارة من مختلف اللغات إلى العربية.