مجلس الأمن القومي.. الوطن أولاً
رئيسُ التحريرِ المسؤولُ مـصطفى الريــالات
بعد 4 أشهر من انعقاده لأول مرة، منذ إنشائه في كانون الثاني 2022، يجتمع مجلس الأمن القومي برئاسة الملك عبدالله الثاني؛ لبحث آخر المستجدات على الساحة الإقليمية، بخاصة الأحداث الجارية في سوريا.
الأحداث في سوريا في تسارع وتطور كل دقيقة، فيما يظهر واضحا تنامي قوة التنظيمات المسلحة وسيطرتها على مساحات شاسعة، لا سيما في الشمال السوري، وهو أمر له انعكاس مباشر وغير مباشر على الأمن الوطني الأردني، وتداعيات كبيرة على ساحتنا الداخلية وأمن الحدود الشمالية للمملكة.
أمام هذه التطورات، تواصل خلية الأزمة الأردنية عملها بشكل متواصل، فضمان حماية وتأمين الحدود الشمالية غاية في الأهمية، ونشامى قواتنا المسلحة يقومون بجهد كبير في الحفاظ على أمن حدودنا مع الجارة الشمالية.
ومنذ بداية الأزمة السورية، لم تتوقف محاولات التنظيمات المتطرفة، ومنها «داعش»، عن إطلاق تهديدات مباشرة، إلا أن أجهزتنا الأمنية وقواتنا المسلحة كانت بالمرصاد، ودفعت من دمائها الطاهرة النقية شهداء سيبقون شاهدين على ما يقدمه الأردن من مواقف نبيلة تجاه جميع الأشقاء العرب.
ورغم التحديات، فإن الأردن، بحكمة قيادته وجهود أجهزته الأمنية والتفاف شعبه، أكد قدرته على الحفاظ على أمنه الوطني واستقراره والدفاع عن مصالحه.
ولا ننسى استقبال الأردن ما يزيد على 2 مليون لاجئ سوري وفدوا إلى بلدنا طلبا للأمن والأمان، احتضناهم وتقاسمنا معهم ما نملك، رغم الظروف والتحديات التي نمر بها.
كل ما سبق ذكره حاضر في الاستراتيجية المستقبلية لأجندة جلالة الملك.
ومنذ بداية الأزمة السورية، تبنى الأردن موقفا ثابتا ورؤية راسخة في ما يتصل بأمن سوريا واستقرارها ووحدة أراضيها وسلامة أبنائها. ولا نتمنى كأردنيين أن نشهد سيناريو دخول سوريا في حرب داخلية وأهلية وفوضى وتقاسم داخلي للنفوذ بين القوى المتصارعة.
