الضوء الصناعي يسبب اضطرابات النوم
مع انتشار اضطرابات النوم في زمن التكنولوجيا، أكد خبراء أن التقنية تتسبب في إبعادنا عن نمط الحياة اليومية الطبيعي الذي يلائم أجسامنا.
وشدد أخصائيون لـ»الدستور» على ضرورة الحد من التعرض للأضواء الساطعة في الليل، واستخدام ستائر معتمة وأقنعة للعينين، وتجنب التعرض للضوء الأزرق الصادر عن الأجهزة التقنية، وتركيب أجهزة خافتة للضوء في المنازل.
ويؤدي اضطراب النوم إلى خطر الإصابة بفرط النعاس أثناء النهار، وعدم انتظام التنفس أو زيادة الحركة أثناء النوم.
وتتضمن العلامات والأعراض الأخرى دورة نوم واستيقاظ غير منتظمة وصعوبة الاستغراق في النوم. ومن أهم المشاكل بسبب اضطراب النوم أيضا البدانة والاكتئاب وأمراض القلب والسكتة الدماغية.
وتؤكد العديد من الدراسات أن النظر في شاشات الحواسيب والهواتف الذكية والتلفزيون خلال فترة المساء يتسبب في نقص النوم. كما تؤكد أن التعرض للأضواء الصناعية يؤدي إلى تنشيط الخلايا المسؤولة عن اليقظة وتثبيط عمل الخلايا العصبية المسؤولة عن النوم، بحسب أخصائي أمراض النوم الدكتور عاطف الرمحي.
وأشار الرمحي إلى أن الأضواء تعمل أيضا على تثبيط هرمون النوم المعروف باسم «الميلاتونين»، إلى جانب تأثير الضوء على صحة العين.
وأضاف أن دراسة حديثة أثبتت أن الضوء يؤدي إلى اضطراب الساعة البيولوجية أو الحيوية للجسم والتي تضطلع بتنظيم أوقات النوم والاستيقاظ.
وتشير الدراسة بشكل عام إلى أن متوسط ساعات النوم انخفض بشكل عام بنسبة تراوح 30 ٪ إلى 44 ٪، إلى أقل من 6 ساعات يوميا.
من جانبها قالت استشارية أمراض النوم الدكتورة سها أبو العلا إن دراسة ربطت بين اضطرابات النوم ومرض الزهايمر لمن هم فوق الـ 65 عاما، مقارنة بعوامل الخطر المعروفة الأخرى مثل تعاطي الكحول وأمراض الكلى والاكتئاب والسمنة.
وأشارت الدراسة إلى أن التعرض للضوء خطر أكبر على أدمغة الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 65 عاما إذ يشكل الضوء الصناعي عامل الخطر الرئيسي للإصابة بالزهايمر المبكر في هذه الفئة العمرية.
كما تشير الدراسات إلى أن الشباب قد يكونون حساسين بشكل خاص لآثار التعرض للضوء في الليل، على الرغم من عدم وضوح السبب.
وقالت أبو العلا: تتمثل اضطرابات النوم بالأرق وهو الشعور بالنوم المتقطع وعدم الاستغراق في النوم إضافة إلى انقطاع النفس النومي.
وأضافت أن اضطراب النوم يؤدي إلى متلازمة تململ الساقين، وهو نوع من اضطراب الحركة أثناء النوم وتسبب شعورا بعدم الراحة والرغبة الملحة في تحريك الساقين بينما يحاول الشخص الاستغراق في النوم، إضافة إلى حالة تسمى التغفيق أو الخدر، وهي حالة تتميز بالشعور بالنعاس الشديد نهارا والاستغراق في النوم فجأة خلال النهار.