هذا الأسبوع، موعد جديد وبودكاست جديد يحلّ فيه الموسيقار العراقي نصير شمة ضيفاً على رئيسة مجموعة "النهار" الإعلامية نايلة تويني، ضمن "بودكاست مع نايلة"، في حوار شيّق حول الفن والموسيقى، والإبداع في منطقة اختبرت حروباً عدّة. يتحدث شمة عن العراق وطفولته والذكريات، ويشارك وجهة نظره في الفن وأمور الحياة.

يتحدّث نصير شمة عن "بلده العظيم الذي دمّروه"، واصفاً إياه بـ"بلد الـ8 حضارات". يتعجّب من واقع الأرض التي احتضنت السومريين والأكاديين والأشوريين، ومنها خرجت العلوم والاختراعات - الحرف، العجلة، الفلك والرياضيات - ويرى أنه لا يجوز أن يُطلق عيار ناريّ واحد في هذه الأرض التي تضجّ بالحضارات وتشهد لتطور التاريخ البشري. ويرى إنّ "العراق بات بلد العادات الدينية غير الدينية".

يستذكر شمة طفولته الهادئة بين المسيحيين والصائبة والأكراد، والسنّة والشيعة والتركمان، ويشهد أنّ الإنسانية أهم من الانتماء الديني. يتحدّث الفنان العراقي عن تلك المرحلة بحنين، مؤكّداً أنّ الأهم من كلّ انتماء هو الإنسانية والنظر إلى الإنسان كإنسان، فالأساسي بالنسبة إليه هو الإسهام في المجتمع والأثر الذي نتركه، والذي يجب أن نتركه، لأنّه يبقى.

في أرض اختبرت كلّ أنواع الحروب والغزوات والصراعات، عاش نصير شمة وعزّز مواهبه فأبدع. "عملياً كلّ عمرنا عشناه وسط الحروب"، إنّها خلاصة تجربة عازف العود، الذي يعتبر أنّ الفن يحتاج إلى "بيئة خصبة ومريحة".

يشير إلى أنّ الحروب التي شهدتها المنطقة أثّرت وتؤثر على الفنان وفنّه. ويتحدّث عن "التروما" وصدمة الصراعات، حتى أنّ صوت المفرقعات التي يرميها الطفل فرِحاً يؤثّر عليه ويضطرب لسماعه جسده، فيبقى نهاراً كاملاً ممتعضاً.

في سياق متصل، يُجيب شمة عن أسئلة الذكاء الإصطناعي عبر نموذج ChatGPT، ويقول إنه "حتى الآن لا يرى أنّه أنجز شيئاً مهماً"، هو الذي دخل العالمية من بابها الراقي وعزف على أهم المسارح في أميركا وخارجها.

"الجدية والعمق والعمل المتواصل، والصبر يرافقه العلم والثقافة"، خلطة نصير شمة للنجاح. في "بودكاست مع نايلة"، يكشف جوانب من مسيرته الناجحة، ويقول إنه يتمرّن يومياً لمدة 10 ساعات "كما يجب على الفنان المحترف أن يفعل".