وأشار الخبراء إلى أن الشاي الأخضر يُعد الأغنى بمضادات الأكسدة، إذ لا يمر بمرحلة التخمير، بل تُسخّن أوراقه لفترة وجيزة ثم تُلف وتُجفّف، ما يحافظ على مركبات الكاتيكينات والفلافونويدات التي تُحارب الجذور الحرة، وتعزز صحة الأوعية الدموية، وتحسّن مستويات الدهون في الدم. لكن هذه المركبات قد تزيد من حموضة المعدة، لذا يُنصح بعدم شربه على معدة فارغة، والاقتصار على أربعة أكواب يوميًا كحد أقصى لتفادي إرهاق الكبد والكليتين.

أما الشاي الأبيض، فوصفه الخبراء بأنه "الألطف والأكثر فائدة"، إذ يُحضّر من براعم وأوراق شابة مع معالجة حرارية بسيطة. ويحتوي على كافيين أقل ومضادات أكسدة أكثر، ما يجعله الخيار الأنسب للحوامل. لكنه قد يُخفّض ضغط الدم قليلاً، لذا لا يُنصح به لمن يعانون من انخفاضه، كما يُمنع إعطاؤه للأطفال دون سن السادسة بسبب تركيزه العالي من المركبات النباتية النشطة.

وبالنسبة لـ الشاي الأسود، فهو منبّه فعّال بفضل عملية التخمير العميقة التي تُنتج مركبات "الثيافلافين" و"الثياروبيجين"، الداعمة لجدران الأوعية الدموية وتمثيل الدهون. لكنه غني بالتانينات التي قد تُسبب حرقة المعدة وتُعيق امتصاص الحديد، لذا يُفضّل تناوله بعد الوجبات. وينبغي على مرضى فقر الدم، والقلق، والأرق الحدّ من استهلاكه. ويمكن لتقليل أثره السلبي إضافة الحليب، رغم أن ذلك يقلل جزئيًا من فوائده المضادة للأكسدة.

وفيما يخص شاي بو-إر (بأنواعه "شو" و"شين")، أكد الخبراء أنه الأكثر فائدة لجهاز الهضم ويُعطي شعورًا عميقًا بالدفء، بيد أن احتوائه المرتفع على الكافيين والبيورينات يجعله غير مناسب للحوامل، ومرضى النقرس، وحصى الكلى، وارتفاع ضغط الدم، واضطرابات المعدة، كما يُمنع تمامًا على الأطفال دون سن العاشرة.

وختم الخبراء توصياتهم بالتأكيد على أن اختيار نوع الشاي يجب أن يأخذ بعين الاعتبار الخصائص الصحية الفردية. فعند الاختيار الصحيح، يمكن للشاي أن يدعم صحة القلب، المناعة، والجهاز الهضمي بطريقة لطيفة وفعّالة، لكنه قد يتحول إلى خطر على من يعانون من مشكلات صحية معيّنة مثل ارتفاع ضغط الدم، التهاب المعدة، أو أثناء الحمل.