بروكسل تتعهد بتقديم 7.4 مليارات يورو للقاهرة خلال أول قمة أوروبية-مصرية

اللحظة الاخباري -
وقّع الاتحاد الأوروبي ومصر خلال القمّة الأوروبية-المصرية الأولى التي عقدت في بروكسل الأربعاء اتفاقيات عدّة تعهّد فيها الاتحاد بتقديم مساعدات وقروض ميسرة للقاهرة بقيمة 7.4 مليارات يورو.
وبيان القمة، أوضح أن الاتحاد الأوروبي يؤكد مجددًا التزامه بدعم جهود مصر لتحقيق الاستقرار الاقتصادي الكلي والقدرة على الصمود، من خلال حزمة دعم تبلغ قيمتها 7.4 مليارات يورو، تشكّل الأساس للشراكة الاستراتيجية والشاملة بين الجانبين.
وتتكون هذه الحزمة من 5 مليارات يورو على شكل قروض ميسّرة، و1.8 مليار يورو من الاستثمارات الإضافية التي سيتم تعبئتها، و600 مليون يورو في صورة منح، كما تقدّم المساعدة المالية الكلية الأخيرة (MFA) دعما ماليا حيويا يُرافق أجندة الإصلاح الاقتصادي في مصر، ولا سيما بهدف استقرار الاقتصاد، وذلك بالتعاون الوثيق مع برنامج صندوق النقد الدولي الحالي.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، لدى استقبالها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "سنوقّع عددا من الاتفاقيات التي ستفتح آفاقًا أوسع للأعمال في مصر".
وعقب القمة أصدر الجانبان بيانا مشتركا رحّبا فيه، من بين أمور أخرى، بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإحلال السلام في غزة.
وستحصل مصر من الاتحاد الأوروبي على هذه المساعدة المالية على شكل قرض.
وتأتي هذه الخطوة في أعقاب اتفاقية "شراكة استراتيجية" وُقّعت في آذار 2024 للدلالة على رغبة الاتحاد الأوروبي في تعزيز علاقته مع مصر، الدولة ذات الدور المحوري في الشرق الأوسط.
وأكد رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا أن القمة الأولى بين الاتحاد الأوروبي ومصر تمثل "محطة بارزة في مسار العلاقات بين الجانبين"، مشيراً إلى أنها تعكس قوة الشراكة الاستراتيجية ومتانة التعاون القائم في مختلف المجالات.
وقال كوستا، في بيان صحفي عقب القمة، إن مصر "تلعب دوراً محورياً في تعزيز الاستقرار وحل النزاعات في المنطقة وخارجها"، لافتاً إلى أن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الجانبين تشهد نمواً متسارعاً، فيما تتسع مجالات التعاون لتشمل التجارة والأمن والطاقة والتعليم والثقافة والبحث العلمي والهجرة.
وأضاف كوستا أن القمة شهدت توقيع ثلاث اتفاقيات مهمة بين الاتحاد الأوروبي ومصر، أبرزها اتفاقية انضمام القاهرة إلى برنامج "هورايزون أوروبا"، الذي يمثل، بحسب كوستا، "إشارة قوية على أهمية التعليم والتواصل بين الشعوب في تعزيز الشراكة".
وأشار رئيس المجلس الأوروبي إلى مشاركته مؤخرا في قمة السلام في شرم الشيخ، التي وصفها بأنها "لحظة أمل ووحدة عالمية"، مؤكدا ضرورة البناء عليها لضمان تحقيق نتائجها.
كما أشاد بـ قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي ودوره "الحاسم في إنجاز المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة"، والذي أعاد جميع المحتجزين الإسرائيليين إلى عائلاتهم بعد عامين من الحرب، وجلب الأمل للشعب الفلسطيني في السلام وإعادة الإعمار.
ونقل كوستا عن الرئيس السيسي قوله في القمة ذاتها إن "السلام لا يكتمل إلا عندما تمتد يد الإعمار بعد الدمار"، مضيفاً أن التحديات الأولى بدأت بالظهور، لكن على جميع الأطراف الالتزام بحسن النية لضمان تثبيت وقف إطلاق النار واستمرار تدفق المساعدات الإنسانية على نطاق واسع.
وأكد أن الاتحاد الأوروبي يدعم سلاما دائما قائما على حل الدولتين، بحيث تعيش دولتا إسرائيل وفلسطين جنبا إلى جنب في أمن وسلام بعيدا عن الإرهاب، مشيرا إلى استعداد الاتحاد للمساعدة في جهود التعافي وإعادة الإعمار ودعم الإصلاحات.
كما شدد كوستا على أن مصر تؤدي دورا محوريا في استقرار المنطقة الأوسع، مشيرا إلى التوافق بين الجانبين في الرؤى والمصالح تجاه القضايا الإقليمية، ولا سيما في ليبيا والسودان والصومال، مؤكدا الاتفاق على مواصلة الحوار والتعاون العميق في هذه الملفات.
وفي الشق الأمني، أوضح أن الجانبين سيعملان معاً على تأمين طرق الملاحة البحرية في البحر الأحمر وقناة السويس والبحر المتوسط، لما لذلك من أهمية اقتصادية واستراتيجية مشتركة.