اطلع على النص الكامل للمبادرة المجتمعية في الأردن بشأن ضوابط "الأفراح والمهور وبيوت العزاء"

اللحظة الاخباري - برزت مؤخراً وثيقة مبادرة مجتمعية من وزارة الداخلية تهدف إلى تنظيم بعض الظواهر الاجتماعية في الأردن، ومعالجة ما وصفته بـ"المفاخرة والتباهي والمغالاة" التي أصبحت ترافق ممارسة عادات وتقاليد أصيلة كالأفراح والمهور والأتراح (بيوت العزاء). وتؤكد المبادرة، التي تنبثق من الواقع المعيشي للمواطنين ، على ضرورة العودة إلى البساطة والتعاون لتخفيف الأعباء الاقتصادية والاجتماعية المترتبة على هذه الممارسات.
المشكلة: عادات حميدة تحولت لعبء مالي واجتماعي
تشير وثيقة المبادرة إلى أنه على الرغم من أهمية العادات والتقاليد الأردنية المتوارثة في تعزيز التماسك الأسري والاجتماعي ، إلا أن مظاهر المبالغة والمفاخرة التي صاحبتها أدت إلى تبعات سلبية.
وتشمل هذه التبعات
أعباء اقتصادية ومالية: تكاليف باهظة للأفراح وبيوت العزاء، ومغالاة في المهور.
هدر للموارد: إضاعة للمال والطعام والوقت.
تداعيات اجتماعية: تعقيد أمور الزواج وارتفاع نسبة العنوسة ، وإحراج للمدعوين ، وإغلاق للطرقات.
تدني الإنتاجية: انشغال المجتمع بهذه المظاهر قد يؤثر على مساهمته في بناء الدولة.
وتدعو المبادرة كافة مكونات المجتمع للعمل بمنهجية قوامها التعاون والبساطة وتجنب المغالاة والمفاخرة.
التوافقات المقترحة: ضوابط للأفراح والمهور والأتراح
بناءً على روح المسؤولية المجتمعية وبهدف تفادي الهدر، تم التوافق ضمن هذه المبادرة على الضوابط التالية:
حفلات الأفراح
الاقتصار على أضيق الحدود وعدم إقامة المهرجانات والدعوات الكبيرة.
أن تقتصر الحفلات على ما يحقق هدف الإشهار، وبحد أقصى 200 مدعو.
عدم تسيير مواكب الأعراس التي تعطل حركة المرور، التزاماً بقانون السير.
تحديد عدد الحضور في "الجاهات" بما لا يزيد عن 30 شخصاً من كل طرف.
عدم دعوة أصحاب المناصب السياسية لترؤس الجاهات، وأن يكون المتحدثون من ذوي العروسين.
المهور
التأكيد على أن المهر حق شرعي للمرأة.
التوافق على تخفيض المهور وعدم المغالاة بها، لتيسير الزواج وتحصين الشباب وبناء الأسر.
الإشارة إلى أن المغالاة في المهور والنفقات تدفع بعض الشباب الأردني للزواج من غير أردنيات.
الأتراح (بيوت العزاء)
أن تكون مدة العزاء يوماً واحداً فقط بدلاً من ثلاثة أيام.
أن يقتصر تقديم الطعام على ذوي المتوفى حصراً (وليس من قبلهم للمعزين)، بهدف خفض النفقات وتفادي التبعات المالية والاجتماعية.
تحليل: مبادرة من رحم المجتمع لمواجهة ضغوط الحياة
تبرز هذه المبادرة، التي لم يُنسب إصدارها لجهة رسمية محددة في الوثيقة نفسها، كاستجابة مجتمعية للتحديات الاقتصادية والاجتماعية المتزايدة. ويمكن تحليل أهميتها كالتالي:
محاولة للموازنة: تسعى المبادرة لإيجاد توازن بين الحفاظ على العادات والتقاليد الاجتماعية الهامة وبين الواقع المعيشي للمواطنين وقدراتهم المالية.
استلهام من تجربة كورونا: تستذكر المبادرة فترة جائحة كورونا وكيف تمت المناسبات في أضيق الحدود، كدليل على إمكانية التغيير والتكيف.
تحدي التطبيق: يبقى التحدي الأكبر في مدى التزام مختلف شرائح المجتمع بهذه التوافقات، خاصة وأنها تمس عادات متجذرة، ومدى قدرة الأعراف المجتمعية على فرض هذه الضوابط الجديدة بشكل طوعي.