2025-07-06     عدد زوار الموقع: 5979910

عقيدة بيغن" الذراع الطويلة التي تحبط بها تل أبيب أي طموح نووي في المنطقة

عربي دولي
نشر 2025-07-06 16:35:57
2038
شارك الخبر

اللحظة الاخباري -

  • عقيدة بيغن": إعلان نوايا دائم بأن تل أبيب لن تسمح تحت أي ظرف لأي دولة تعتبرها "معادية"

في قاموس الاستراتيجيات الأمنية، تبرز "عقيدة بيغن" كمبدأ قاسٍ وواضح، رسم خطوط السياسة الخارجية لكيان الاحتلال لأكثر من أربعة عقود.

هذه العقيدة، التي تحمل اسم رئيس وزراء الاحتلال الأسبق مناحيم بيغن، هي إعلان نوايا دائم بأن تل أبيب لن تسمح تحت أي ظرف لأي دولة تعتبرها "معادية" في المنطقة بامتلاك القدرة على تهديد وجودها، خاصة عبر أسلحة الدمار الشامل.

ومن خلال تتبع مسارها الزمني، يتضح كيف تحولت من ضربة جراحية واحدة إلى مبرر لحرب إقليمية واسعة.


1981: الولادة بالنار فوق بغداد

تعود جذور العقيدة إلى لحظة تاريخية محددة: السابع من حزيران / يونيو عام 1981. في ذلك اليوم، نفذ سلاح الجو التابع للاحتلال عملية عسكرية جريئة تحت اسم "أوبرا"، حيث انطلقت مقاتلاته لتدمير مفاعل "أوزيراك" النووي (تموز) الذي كان العراق يبنيه بمساعدة فرنسية.

لم تكن الضربة مجرد عملية عسكرية، بل كانت تأسيسًا لمبدأ جديد. خرج بيغن ليعلن للعالم أن كيان الاحتلال لن ينتظر حتى يكتمل الخطر ليتحرك، بل سيعمل على إحباطه في مهده. وقال حينها إن هذه الضربة الاستباقية كانت عملاً من أعمال "الدفاع عن النفس الاستباقي" لمنع "محرقة أخرى". ورغم الإدانة الدولية الواسعة التي صدرت عن مجلس الأمن، كانت الرسالة قد وصلت: تل أبيب مستعدة لخرق السيادة الدولية لمنع ما تعتبره تهديداً وجودياً.

2007: العقيدة تعود للظهور في صحراء سوريا

بعد سنوات من الكمون، عادت العقيدة للظهور بشكل دراماتيكي. في ليلة السادس من أيلول / سبتمبر 2007، اخترقت طائرات حربية تابعة للاحتلال الأجواء السورية ونفذت غارة دقيقة على موقع غامض في محافظة دير الزور. دمرت الضربة ما كشفت تقارير استخباراتية لاحقاً أنه كان مفاعلاً نووياً سرياً يُبنى بمساعدة من كوريا الشمالية.

وكما حدث عام 1981، التزمت تل أبيب الصمت المطبق لشهور طويلة، لكن العملية كانت تطبيقاً مثالياً لعقيدة بيغن: تحديد تهديد نووي ناشئ في دولة معادية، ثم تدميره بشكل استباقي وحاسم قبل أن يصبح حقيقة واقعة. لقد أثبتت هذه العملية أن العقيدة لم تكن حدثاً منفرداً مرتبطاً بالعراق، بل هي سياسة مستمرة ومتجذرة.

العقد الطويل مع إيران: حرب الظل

منذ انكشاف برنامجها النووي، أصبحت إيران الهدف الأبرز لعقيدة بيغن. على مدى سنوات، خاضت تل أبيب ما يمكن وصفه بـ"حرب الظل" ضد طهران. تجسدت هذه الحرب في عمليات منسوبة للاحتلال شملت هجمات سيبرانية معقدة، أشهرها فيروس "ستكسنت" الذي استهدف أجهزة الطرد المركزي في منشأة نطنز، بالإضافة إلى سلسلة من الاغتيالات التي طالت علماء نوويين إيرانيين بارزين.

كانت كل هذه العمليات تهدف إلى تحقيق هدف واحد: إعاقة وتأخير البرنامج النووي الإيراني قدر الإمكان، وشراء الوقت، مع إبقاء التهديد بضربة عسكرية مباشرة قائماً دائماً تحت شعار "كل الخيارات على الطاولة". لقد كانت هذه المرحلة تطبيقاً للعقيدة بوسائل غير تقليدية، لكنها حملت في طياتها بذور مواجهة أوسع.

2025: حرب حزيران.. التطبيق الأكثر عنفاً للعقيدة

وصلت عقيدة بيغن إلى ذروتها وأكثر تطبيقاتها عنفاً في حزيران / يونيو من عام 2025. بعد أشهر من تصاعد التوتر وفشل الجهود الدبلوماسية الأخيرة، وبعد تقارير استخباراتية أشارت إلى أن طهران باتت على بعد أسابيع قليلة من امتلاك ما يكفي من اليورانيوم المخصب لإنتاج سلاح نووي، اتخذت حكومة الاحتلال قرارها المصيري.

في فجر أحد أيام منتصف الشهر، شن سلاح الجو التابع للاحتلال هجوماً واسع النطاق استهدف بشكل متزامن المنشآت النووية الإيرانية الرئيسية في نطنز وفوردو وأراك وغيرها. لم تكن الضربة عملية جراحية خاطفة كتلك التي استهدفت العراق وسوريا، بل كانت حملة جوية شاملة تهدف إلى تدمير البنية التحتية للبرنامج النووي الإيراني بالكامل.

بررت تل أبيب هجومها بأنه "حرب دفاعية استباقية لا مفر منها" لمنع "إيران نووية"، مستندة بشكل مباشر إلى منطق عقيدة بيغن. أدى الهجوم إلى إشعال حريق هائل في المنطقة، مع رد إيراني مباشر، ودخول حلفاء الطرفين على خط المواجهة، مما حول الشرق الأوسط إلى ساحة حرب مفتوحة.

إرث من الدم والجدل

إن المسار الزمني لعقيدة بيغن يوضح تطورها من سياسة دفاعية مثيرة للجدل إلى مبرر لشن حروب إقليمية. يرى المؤيدون داخل كيان الاحتلال أنها كانت ضرورية لضمان أمنه، بينما يراها المنتقدون سياسة عدوانية ومزعزعة للاستقرار، تنتهك القانون الدولي وتكرس منطق القوة. ومع حرب حزيران / يونيو 2025، أثبتت هذه العقيدة أنها لم تكن مجرد مبدأ استراتيجي، بل هي وصفة لصراع مفتوح لا تزال المنطقة والعالم يدفعان ثمنه.



أخبـــار ذات صلة

لليوم الرابع.. حرائق اللاذقية تواصل التهام الغابات وسوريا تطلب مزيداً من الدعم الدولي

منذ 14 دقيقة

بتوجيهات ملكية... طائرة إخلاء طبي لنقل عائلة أردنية من السعودية

منذ 19 دقيقة

ترمب يعلن مقاطعة كير منطقة منكوبة على وقع ارتفاع عدد ضحايا فيضانات تكساس

منذ 1 ساعة

هجوم مزدوج بزوارق ومسيّرات على سفينة تجارية قبالة سواحل اليمن

منذ 2 ساعة

قبيل توجهه لواشنطن.. نتنياهو: سنوافق على صفقة "بشروطنا فقط"

منذ 2 ساعة

العربية لحماية الطبيعة

منذ 2 ساعة


استطلاع الأراء
هل تؤيد رفع اسعار الدخان وفرض ضريبة ؟

18152 المؤيدين

17923 المعارضين

17830 المحايدين

محايد لا نعم