اللحظة الاخباري - في خطوة ثورية نحو تعزيز استقلالية ذوي الإعاقة البصرية، طور فريق بحثي صيني نظامًا مدعومًا بالذكاء الاصطناعي يساعد المكفوفين على التنقل بشكل أكثر دقة وكفاءة، حيث أظهرت التجارب أن التقنية الجديدة حسّنت أداء المستخدمين بنسبة 25% مقارنة بالعصا البيضاء التقليدية.
يتألف الجهاز من نظارة مزودة بكاميرا وسماعات أذن، حيث تقوم الكاميرا بالتقاط صور مباشرة وتحليلها باستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي للتعرف على العوائق المحيطة، ثم تصدر تنبيهات صوتية للمستخدم لتوجيهه بأمان. بالإضافة إلى ذلك، يحتوي النظام على رقع مرنة تشبه الجلد الاصطناعي تُرتدى على المعصمين والأصابع، حيث تهتز عند الاقتراب من العقبات أو عند محاولة الإمساك بالأشياء، مما يمنح المكفوفين إحساسًا إضافيًا بالمسافة والأمان.
أُجريت عدة تجارب لتقييم فاعلية النظام، حيث شارك 20 متطوعًا في اختبار التنقل داخل متاهة بطول 25 مترًا، وسجلوا تحسنًا في سرعة المشي وتجنب العوائق بنسبة 25% مقارنة باستخدام العصا التقليدية. كما اختبر 12 مشاركًا الجهاز داخل غرف مجهزة بعقبات متنوعة، وأظهروا قدرة عالية على التكيف مع التقنية بعد تدريب بسيط.
وفي سيناريوهات واقعية، اختبر 8 مستخدمين الجهاز أثناء التنقل في شوارع مزدحمة وغرف اجتماعات مليئة بالعوائق، ليظهر أداء مستقرًا في توفير إرشادات دقيقة، مما يعزز إمكانية استخدامه في البيئات الحضرية المعقدة.
وفقًا للباحث Leilei Gu من جامعة شنجهاي جياو تونج، فإن هذا النظام يتفوق على العصا البيضاء بفضل: مدى الرؤية الأوسع الذي يتجاوز المتر الواحد الذي تستطيع العصا استشعاره، التعرف الذكي على العوائق بدلًا من مجرد ملامستها، مما يمنح المستخدم فهمًا أعمق لمحيطه، التوجيه الفوري والتنبيهات الصوتية المتكررة لتجنب الاصطدام بالبيئات الديناميكية المتغيرة.
رغم النجاح الأولي، لا يزال النظام نموذجًا أوليًا يحتاج إلى تحسينات في الوزن والتصميم لجعله أكثر راحة وسهولة في الاستخدام اليومي. كما تسعى الأبحاث لضمان دقة المعلومات وأقصى درجات الأمان للمستخدمين، خاصة فيما يتعلق بتحديد المسافات والعوائق.
يمثل هذا الابتكار نقلة نوعية في دعم استقلالية المكفوفين، حيث يوفر معلومات لحظية مفصلة عن البيئة المحيطة وتنبيهات دقيقة، مما يبشر بتحسين نوعية حياتهم وزيادة أمانهم أثناء التنقل في العالم. وبينما لا يزال أمامه طريق طويل ليصبح متاحًا للجميع، فإن التطورات المستمرة ترسم مستقبلًا واعدًا حيث يصبح التنقل اليومي للمكفوفين أكثر سهولة وأمانًا.