2025-10-12     عدد زوار الموقع: 6120303

وقف إطلاق نار بدون حسم حماده فراعنة

كتب العديد من المهتمين السياسيين: أحمد يوسف صالح، وليد العوض، نبيل عمرو، حسن أبو لبدة، فريح أبو مدين، وحلمي الأسمر، وآخرون، عن نتائج معركة 7 أكتوبر وطوفان الأقصى، وتداعيات الحرب الهمجية العدوانية الشرسة للمستعمرة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وجميعهم وغيرهم من الذوات المختصة، وإن كانوا يحملون رؤى مختلفة.
قرأت ما كتبوه وأجمعوا عليه، عن معاناة شعب غزة الفلسطيني، بالموت والقتل والجوع والحصار، وما خلّف من عشرات الآلاف من الشهداء، ومن العائلات الثكلى، ومصابين من عشرات الآلاف، والآلاف فقدوا أطرافهم، وتحولوا إلى أعباء على أنفسهم وعلى عائلاتهم وعلى مجتمعهم.
دمار لأكثر من ثلثي البيوت والعمارات والمساكن والأبراج التي كلّفت أصحابها طوال أعمارهم من الجهد والعمل والتفاني حتى يعيشوا تحت غطاء بيت كريم يحميهم، فباتوا بلا مأوى، بلا غطاء، بلا ملابس، بلا مظلة تحميهم من تغوّل الحياة وفقدان ضماناتهم.
مأساة كبيرة عاشها أهل غزة أثناء الحرب، ومأساة مماثلة خلّفتها قوات المستعمرة على الشعب الفلسطيني بعد الحرب.
شعب الجبارين، نعم، ولكنه يحتاج إلى الدعم حتى يواصل الحياة بكرامة، بعيداً عن الحاجة والشحاذة وضعف ذات اليد. شعب الجبارين يحتاج من العرب والمسلمين والمسيحيين أولاً وقبل غيرهم: الدعم والإسناد، لأن معركته وصموده وعدم رحيله، وإحباط مشروع العدو بالتوسع والاحتلال والإحلال، تم إحباطها: لا تمت تصفية المقاومة، ولا تم إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين بدون عملية تبادل، ولا تم ترحيل أهالي قطاع غزة وتشريدهم خارج بلدهم، ولا تم إنهاء وتراجع أداء وولاء الحاضنة الولّادة للمقاومة: الشعب الجبار، الذي تم تجنيد آلاف الشباب منه، من عائلات غزة، بديلاً للشهداء وتعويضاً عن المصابين المعاقين، واستمراراً لخيار البقاء والصمود، واستمرار مواصلة النضال بأدوات مختلفة حتى انتزاع حق الفلسطينيين في وطنهم المنهوب المسروق المحتل.
جرائم ارتُكبت بحق المدنيين: الأطفال، النساء، الصحفيين، الأطباء، الممرضين، العاملين في الدفاع المدني، بقرار متعمد وإجراء مقصود لفرض الخلل، وإزالة مظاهر الحياة، بهدف قتل أكبر عدد من الفلسطينيين ودفعهم نحو الرحيل، فمن يتحمل مسؤولية هذه الجرائم غير نتنياهو وقياداته السياسية والعسكرية والأمنية التي تجب محاكمتهم، وكذلك من وفّر للمستعمرة الغطاء والدعم والتحريض على جرائمها، أليست الإدارة الأميركية؟
مطلوب محاكمتهم، وليس مكافأتهم على ما اقترفوه من جرائم بحق الإنسان، أو شكرهم على قرار وقف إطلاق النار!!.
تم التوصل إلى اتفاق المرحلة الأولى من مبادرة ترامب، يوم 9/10/2025، وقرار وقف إطلاق النار بين قوات المستعمرة وقوات المقاومة، وزغرد وهتف ورقص أهالي قطاع غزة ودبكوا، احتفالاً بوقف عجلة الموت والجوع والقتل والخراب، لتبدأ مرحلة أخرى في مسار العمل السياسي الكفاحي بأشكال مختلفة وأماكن متعددة.
قرار وقف إطلاق النار، برعاية أميركية ووساطة قطرية مصرية تركية، تم انعكاساً لمعركة عدم الحسم عسكرياً وميدانياً بين طرفي الصراع: المستعمرة أخفقت في تحقيق أهدافها، ولكنها لم تُهزم بعد، والمقاومة صمدت ولكنها لم تنتصر بعد، ولذلك جاءت النتائج السياسية غير الحاسمة انعكاساً للوضع الميداني غير الحاسم لمصلحة طرف على حساب الطرف الآخر، وسيظهر ذلك من خلال تعقيدات المفاوضات خلال مرحلتي الاتفاق الثانية والثالثة، بشأن التفاصيل الشائكة.



شارك الخبر

استطلاع الأراء
هل تؤيد رفع اسعار الدخان وفرض ضريبة ؟

24112 المؤيدين

23964 المعارضين

23912 المحايدين

محايد لا نعم