2025-10-04     عدد زوار الموقع: 6111365

الانحدار الإسرائيلي حمادة فراعنة

حكومة المستعمرة، وأدواتها، ومن يقف معها، يوجّهون عدوانهم وأولوياتهم نحو ثلاثة عناوين:

أولاً: ممارسة كافة أنواع القتل والتجويع والحصار للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وسائر المواقع الفلسطينية.

ثانياً: ممارسة كافة أنواع الاستهتار والاستخفاف والكره للنشطاء الأوروبيين الذين يتفاعلون مع معاناة الشعب الفلسطيني وتطلعاته المشروعة نحو الحرية والاستقلال، وضد سلوك المستعمرة الهمجي العدواني العنصري، وقد برز ذلك بوضوح صارخ في تعاملهم مع نشطاء أسطول الصمود وكسر الحصار من الأوروبيين.

ثالثاً: ممارسة كافة أنواع الاضطهاد لإسرائيليين نشطاء يتفاعلون ضد استمرار الحرب، مطالبين بوقفها، وتعمّق موقف البعض منهم بالوعي والانحياز للتضامن مع معاناة أهالي قطاع غزة، ورفضهم للاستيطان والمستوطنات في الضفة الفلسطينية، وإقرارهم بالمساواة في مناطق الاحتلال الأولى عام 1948.

لقد تظاهر العديد من الإسرائيليين واعتصموا على حدود قطاع غزة أكثر من مرة، حيث تم قمعهم واعتقال بعضهم بحجة محاولات اختراق الحدود المحظورة.

القتل اليومي الإسرائيلي للفلسطينيين متواصل، بلا أي حدود، وقد تجاوز كل المحرمات القانونية والإنسانية والمعايير الأخلاقية، في سلوك تعاملهم مع الفلسطينيين، بهدف واضح وهو: تقليص الوجود البشري الفلسطيني عبر القتل، وتمهيد الوضع غير الإنساني، غير المعيشي، غير الطبيعي في قطاع غزة، وجعله غير مؤهل للعيش والحياة، ودفع الفلسطينيين نحو الهجرة والتشرد والرحيل عنوة أو خياراً وحيداً لمواصلة الحياة خارج فلسطين.

المظاهرات الأوروبية، والاحتجاجات غير المسبوقة لدى البلدان الأساسية التي صنعت المستعمرة، منها: أكبر تظاهرة تضامن حصلت في لندن، وأكبر تظاهرة في تاريخ برلين تمت تضامناً مع الشعب الفلسطيني.

مواصلة التظاهرات البارزة في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وهولندا وبلجيكا وغيرها من البلدان الأوروبية، يتم توجيه الاتهامات لها من قبل المستعمرة الإسرائيلية وأجهزتها، على أنها تؤيد «الإرهاب» الفلسطيني، ومكافأة من الأوروبيين على ما تفعله المقاومة الفلسطينية بحق الإسرائيليين، وأن دوافع الشوارع الأوروبية التضامنية هي تعبير عن إعادة بروز مظاهر «العداء للسامية» مجدداً، وهي اتهامات لم تعد ذات قيمة لدى الأوروبيين، بعد أن فعلت المستعمرة الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني ما سبق وفعلته روسيا القيصرية وألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية بحق اليهود من ظلم واضطهاد وتمييز.

لدى المجتمع الإسرائيلي مظاهر مستجدة، مهما بدت متواضعة، ولكنها مفيدة، ضرورية، مطلوبة على الطريق الطويل المؤدي إلى انقسام المجتمع الإسرائيلي حول القضية الفلسطينية والصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ولدى عدالة وقانونية وشرعية المطالب الفلسطينية، وأن مستقبل الأمن والاستقرار والحياة الطبيعية لطرفي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، هو التفاهم والشراكة والنضال المتكامل ضد الصهيونية والاحتلال والاستعمار، واختيار طريق جنوب إفريقيا: العيش المشترك وفق إرادة الشعبين، على قاعدة:

1 - تقاسم الأرض على أساس حل الدولتين.

2 - تقاسم السلطة على أساس حل الدولة الواحدة الديمقراطية، ثنائية القومية العربية العبرية، متعددة الديانات، وإفرازات صناديق الاقتراع.

الاحتجاجات التضامنية الإسرائيلية ضد سياسات حكومة نتنياهو ولصالح الشعب الفلسطيني، تعتبرها حكومة الائتلاف المتطرفة سياسياً ودينياً الأكثر خطورة على أمن المستعمرة وتماسكها، وأن وجود حاضنة إسرائيلية مهما بدت متواضعة لصالح الشعب الفلسطيني والمستقبل المشترك للفلسطينيين والإسرائيليين معاً، هو مقدمة للانقسام والشرخ وتمزيق المجتمع الإسرائيلي، ولهذا تواجهه قوات المستعمرة وأجهزتها الأمنية بقوة وقمع شديدين.



شارك الخبر

استطلاع الأراء
هل تؤيد رفع اسعار الدخان وفرض ضريبة ؟

23719 المؤيدين

23566 المعارضين

23516 المحايدين

محايد لا نعم