2025-08-09     عدد زوار الموقع: 6032519

لكَ الله يا شعبَ فلسطين

على الرغم من رفض المعارضة الحزبية والبرلمانية، واحتجاجات أهالي الأسرى الإسرائيليين، وتحفّظ قيادة الجيش والمخابرات، اتخذت حكومة المستعمرة وأجهزتها وأحزابها الائتلافية قراراً بمواصلة الاحتلال لقطاع غزة، وتوسيع شكل وحجم الاحتلال ونوعيته بالقوة الأشد نحو الحصار والتجويع والعطش والقتل والتدمير، وخاصة لمدينة غزة، ودفع أهلها وسكانها نحو الرحيل والتشرد والطرد باتجاه الجنوب، والهدف إخلاء غزة من سكانها كما حصل مع مدن الشمال، وإفراغها من السكان، والتدمير الكامل للأبنية، والمساكن، والبنى التحتية لمؤسسات الخدمات.

قرار حكومة المستعمرة، مدعوم بالغطاء الأميركي، فقد أخذ نتنياهو الموافقة من قبل ترامب مباشرة، وها هو وزير خارجيته ماركو روبيو يقول: إن القرار بشأن غزة هو قرار إسرائيلي، وأن دوافع القرار يجب أن لا تتعطل بسبب الجانب الإنساني المتعلق بالأسرى الإسرائيليين، بل بوجود وبقاء المقاومة الفلسطينية وضرورة تصفيتها ورحيلها.

مغامرة المستعمرة محسوبة لصالحهم بسبب التفوق في موازين القوى، ولكن حركة حماس ما زالت تملك ورقتي المواجهة: أولاً ورقة الأسرى الإسرائيليين، حيث لا تستطيع إخلاء سبيلهم وإطلاق سراحهم، لأن المستعمرة لن تتركهم مستقبلاً بعد استعادة الأسرى، ولهذا يجب مواصلة تمسك حماس بورقة الأسرى، حتى تتضمن:

1 - وقف إطلاق النار.

2 - انسحابًا إسرائيليًا من قطاع غزة.

3 - ضمانات أميركية معلنة أمام العالم، تحول دون مواصلة حرب المستعمرة على قطاع غزة.

ثانياً صمودها، فقد حققت حركة حماس ثلاثة إنجازات متتالية تراكمية:

1 - حفر الأنفاق التي حققت لها تهريب السلاح والقدرات والأموال والاحتياجات الضرورية.

2 - مبادرة عملية أكتوبر 2023 التي شكلت صدمة للمجتمع الإسرائيلي، ومفاجأة للأجهزة العسكرية والأمنية.

3 - صمودها في مواجهة حرب المستعمرة والاجتياح الإسرائيلي، رغم اغتيال أغلبية قياداتها السياسية والعسكرية والأمنية، ومع ذلك تمكنت، ولا تزال، مع الجهاد الإسلامي وباقي الفصائل، توجيه ضربات موجعة لقوات العدو.

لا خيار للمقاومة الفلسطينية سوى مواصلة خيار الصمود والمواجهة، وهي تمتلك عنصر الاستعداد للتضحية، وهو عنصر تفتقده قوات الاحتلال، ومعنوياتهم يجتاحها الخلل النفسي، وغياب الدوافع للحرب والقتال والتضحية، ولولا الإمكانات المتوفرة المتفوقة، لما استطاعت قوات الاحتلال التقدم متراً واحداً نحو مواقع المقاومة في قطاع غزة.

الشعب الفلسطيني يدفع ثمن حريته واستقلاله والبقاء في وطنه الذي لا وطن له غيره، مع أن الثمن فادح وصعب غير مسبوق بما يواجه من قوة وقتل وتدمير وخراب وفقدان الأحبة والحياة، ولكنهم لا يملكون ترف الهروب والرحيل والتشرد خارج وطنهم، في مواجهة عدو متطرف، عدواني، متعصب، عنصري، يعمل على بلع فلسطين بكاملها وجعلها خاليةً من سكانها أو تقليل وجودهم وتقليصهم بالقتل أو الرحيل القسري والاختياري المعلنين.

لكَ الله يا شعبَ فلسطين.



شارك الخبر

استطلاع الأراء
هل تؤيد رفع اسعار الدخان وفرض ضريبة ؟

20405 المؤيدين

20176 المعارضين

20109 المحايدين

محايد لا نعم