تضليل إسرائيلي منظم

خبر صحيح بثته صحيفة «فاز» حول نقل شركة الطيران الألمانية «صند اير» عدة مئات من الفلسطينيين من قطاع غزة إلى ألمانيا، بإشراف دبلوماسيين ألمان، حيث تم نقل عدة مئات، وتم إلى الآن تيسير عشر رحلات متتابعة منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2023، من مطار رامون في صحراء النقب الفلسطينية إلى مدينة لايبزيغ الألمانية.
الخبر صحيح ودقيق، ولكن يتم تمريره وتسويقه وكأنه استجابة لقرار حكومة نتنياهو بالعمل على تطبيق فكرة الرئيس الأميركي ترامب بالتهجير الطوعي للفلسطينيين من قطاع غزة إلى خارج وطنهم.
في التدقيق أن هؤلاء الذين خرجوا، تم عبر التنسيق مع وزارة الخارجية الألمانية، لديهم ما يمكن تقديم الغطاء القانوني أو الدبلوماسي لهم لعدة أسباب:
أولاً ممن يحملون الجنسية المزدوجة الألمانية الفلسطينية.
ثانياً ممن يتلقون تعليمهم الجامعي أو العالي لدى الجامعات الألمانية بمنح رسمية من الجامعات، أو أو الصناديق الألمانية، او من قبل الحكومة الالمانية.
ثالثاً ممن يتلقون العلاج لدى المستشفيات الألمانية بتنسيق وطلب وترتيب مسبق بمبادرة من قبل مؤسسات مجتمع مدني فلسطينية، لها صلات الصداقة والتعاون مع مؤسسات ألمانية مماثلة تتعاطف أو تؤيد أو تتبرع أو تعمل على تغطية الاحتياجات الضرورية الأساسية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، تخفيفاً لمعاناتهم وأوجاعهم وعذاباتهم، وتضامناً معهم.
حكومة المستعمرة شكلت لجنة في شهر كانون ثاني يناير 2025، تتبع وزارة الجيش، بهدف تعزيز وتسهيل مغادرة الأفراد من قطاع غزة إلى دولة ثالثة، وباتت هي المعنية بهذه المهمة تحت غطاءات مختلفة، ولكنها لم تفلح إلى الآن من تحقيق غرضها، ولكنها ستعمل على توظيف الضرورات الحيوية لفلسطينيي قطاع غزة نحو الخروج للعمل أو الدراسة أو العلاج، وتسويق ذلك على أنه عمل إنساني، استجابة فلسطينية لمخططات المستعمرة في تفريغ قطاع غزة وتقليص الوجود البشري للفلسطينيين من داخل وطنهم.
برنامج تعميم الإشاعات والكذب والتضليل، برنامج سياسي نفسي معنوي، تقوده كتيبة المخابرات رقم 8200 والتي تشكل امتداداً للهجمات الدموية التدميرية من قبل قوات المستعمرة وأجهزتها، ضد الشعب الفلسطيني، وهذه الرحلات وبث الأخبار عنها تشكل جزءاً من هذه الحملة المنظمة لجعل أمر الخروج والتسفير والترحيل وكأنه أمر مشروع وناجح ومتواصل.
الهجمة تستهدف كل الشعب الفلسطيني من قبل أجهزة المستعمرة، بث الافتراءات عن حركتي حماس والجهاد أنهما تمارسان الإرهاب، وبث الافتراءات عن السلطة الفلسطينية أنها تُمارس التقصير ولا تهتم بشعبها بقطاع غزة، والحقيقة أنني فوجئت من كلام الدكتور حازم عوني الصوراني رئيس هيئة فلسطين العربية للإغاثة والتنمية، وهي مؤسسة مجتمع مدني متطوعة تعمل في قطاع غزة، الذي قال لي إن وزارة التنمية الاجتماعية في رام الله، تقبل وتسجل أسماء العائلات المقترحة من قبل الهيئة، بهدف تقديم معونات شهرية لهم توازي مئة دينار أردني شهرياً لمن يفتقدون المعيل أو الدخل الثابت، وأن هيئته المعتمدة في رام الله ليست المؤسسة التطوعية الوحيدة التي تقوم بهذا العمل في قطاع غزة، بل هناك جمعيات مماثلة دورها الوظيفي والاجتماعي والإغاثي اعتماداً على وزارة التنمية الاجتماعيه في رام الله.