الاتحاد الأوروبي... الصديق وقت الضيق !!

كما أن ما يجري في الضفة الغربية المحتلة، وقطاع غزة، وسورية، والعراق، والخليج العربي، ومصر، يتصل بالأمن الوطني الأردني اتصالًا مشيميًّا، يشبه الأواني المستطرقة التي يفيض بعضها على بعض،
فإن ما يجري في إقليمنا الواقع شرق البحر المتوسط، المرزوء بالعدوانية والتوسعية الإسرائيلية، يتصل بأمن أوروبا اتصالا مشيميًّا هو الآخر،
شعوب أوروبا ودولها، التي عانت من الأطماع التوسعية الهتلرية، القائمة على التمييز العرقي، المنطلقة من وهم التفوق الآري «ألمانيا فوق الجميع»، -كما هي الحالة الإسرائيلية بالضبط- تقف في أكثريتها، موقفًا أخلاقيًا وسياسيًا واقتصاديًا نزيهًا.
فالاتحاد مع إقامة دولة فلسطينية كجزء من حل الدولتين على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ويقف ضد الاستيطان، وضد ضم الضفة الغربية المحتلة، وضد ضم الجولان، وضد تهجير فلسطينيي قطاع غزة من ديارهم، ومع قرار مجلس الأمن 242، ويعتبر قطاع غزة أراضي فلسطينية محتلة، وضد جرائم الإبادة الجماعية الإسرائيلية، ومع دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا».
علاوة على أن الاتحاد الأوروبي داعم قوي للمحكمة الجنائية الدولية، وهو يعتبر الترحيل القسري للشعب الفلسطيني من الأراضي الفلسطينية المحتلة جريمة حرب وانتهاكًا للقانون الدولي.
وها هو رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لدى الأردن السفير المثقف الفصيح بيير كريستوف، يؤكد في مقابلة مع قناة «المملكة» حاورته فيها الإعلامية النابهة غادة عمار وبثت يوم الجمعة الفائت، حرص الاتحاد الأوروبي على الشراكة الاستراتيجية مع الأردن حين يقول: «الأردن أحد أقرب حلفاء الاتحاد الأوروبي، وهنالك توافق تام معه في الرؤى حول لبنان وسوريا والقضية الفلسطينية والعراق».
وتأملوا قوله الدال على مكانة الأردن: «الاتحاد الأوروبي يهدف إلى دعم الأردن في مواجهة التحديات الكبرى، والتعاون مع الأردن أمر بالغ الأهمية بالنسبة للاتحاد الأوروبي».
وقوله: «فيما يتعلق بإعادة الإعمار يمكن للفلسطينيين حسب السفير «الاعتماد على الاتحاد الاوروبي والوثوق بأنه سيقوم بدوره».
ويرى سفير الاتحاد الاوروبي الذي وقع معنا اتفاقية دعم مهمة في التوقيت والأرقام، أن الأردن منارة للاستقرار وذلك يعود إلى نموذجه في الحُكم وقيادة الملك عبد الله الثاني.