2025-02-21     عدد زوار الموقع: 5572586

نبضة هاجرة. ابراهيم عبدالمجيد القيسي

في البال معلومة «فيزيائية»، لا أدري إن كنت أفهمها حقا، تقول أن ثمة هناك ما يسمى بعمر النصف الإشعاعي للمواد، ويقصد به أن المادة تفقد نصف كميتها، حين يتحول نصفها لطاقة ضوئية او أشعة أخرى غير الضوء الأبيض المرئي، ويقال في الفيزياء بأن كل المواد تطلق أشعة وتفقد من كميتها «كتلتها»، والفرق بينها يكمن بالنشاط الإشعاعي، فهناك مواد ضعيفة أو خاملة إشعاعيا، وبالكاد تطلق إشعاعات تؤثر على كميتها او حجمها او كتلتها كل مليون سنة، بينما ثمة مواد نشيطة إشعاعيا، فحسبوا رياضيا عمر المواد في الكون وليس في الكوكب الأرضي، على أساس تلك المعادلة، التي تبين لنا متى تختفي تلك المواد من الطبيعة، او كم عمرها الفعلي بناء على ما تبقى من كتلتها.. شيء بالكاد أفهمه.

وهذا تقريبا ما ما جرى معي قبل أيام، فهي المرة الأولى التي أقوم فيها بعمل تخطيط للقلب، وقال لي الطبيب بعض المعلومات المتعلقة بقلبي، بناء على المخطط وحساباته ومعلوماته، وقفز في الحديث مصطلح «النبضة الهاجرة».. مصطلح أسمعه لأول مرة، وهو مصطلح علمي «طبي»، يعرفه أهل الاختصاص، وتابع الطبيب قائلا: يعني اشي نادر الحدوث، لكنه «ما بخوّف»، فقلت له : كنت اسمع زمان اغنية للمطرب المصري «عبدالحليم حافظ»، من بين كلماتها (قلت إسأل دق قلبي اللي زايد دقتين»، فمن المؤكد ان تلك النبضة جاءت أو ذهبت لذلك الشاعر الذي كتب كلمات الأغنية.. وبحثت قليلا عن هذه الحالة، وعرفت قليلا، لكن أهم ما عرفت ان هذه النبضة، أنها تتداخل مع النبضات الطبيعية للقلب.

وتخيلت المشهد، كحال الذي يقف خلف طابور دبكة شعبية، لا يجيد حركاتها، لكنه كلما طاف الطابور يقدم قدمه، ويضربها في الارض مرة واحدة بين اقدام الدبّيكة، ولا يهمّه أن تكون متوافقة مع ضربات أقدام الطابور، او نشازا بينها.. وهو حال طابور وطني أيضا، يهتف ويدبك للوطن، بعلم وبغير علم في أصول الرقص والفن والتعبير عن الفرح والغضب ولا حتى الخوف، ولا يحفل بالمشهد العام، ولا أبالغ لو أضفت بأنه لا يسأل عن نتائج أو كرامة أو احترام.

المرحلة الاردنية لتي نمر بها، قاسية، وفيها «نبضة هاجرة»، لا نعرف ولا نبحث عن أسبابها، لكن لكل من يفتعلها ويمارسها بعلم او بغير علم.. لهؤلاء قال الملك ونردد بعده «والله عيب».



شارك الخبر

استطلاع الأراء
هل تؤيد رفع اسعار الدخان وفرض ضريبة ؟

8855 المؤيدين

8459 المعارضين

8485 المحايدين

محايد لا نعم