2025-02-21     عدد زوار الموقع: 5566438

ماذا قدم ترامب لنتنياهو ؟

لم يكن لقاء البيت الابيض بين ترامب ونتنياهو خروجا عن سياق الازمات والزوابع، والتي صاحبت صعود ترامب مجددا الى البيت الابيض. ترامب حرص على أن يكون نتنياهو اول ضيف اجنبي يستقبله في البيت الابيض في بدايات ولايته الثانية.

وكشف عن منسوب من تصريحات متعاطفة مع اسرائيل وداعمة الى افكار ومشاريع اليمين الاسرائيلي. وفكرة التهجير القسري للفلسطينيين من وطنهم، وكشف مبكرا عن تعاطفه من حل ازمة الجغرافيا الاسرائيلية، وتكبير اسرائيل، والتي يرى ترامب انها صغيرة وسط دول شاسعة المساحة، ولم يعد مقبولا ان تبقى اسرائيل صغيرة هكذا.

واليمين الاسرائيلي اول ما تلقى تصريحات ترامب، وصفق بحميمية لرئيس امريكي يقدم هدايا لاسرائيل في اعلانه ضم الضفة الغربية واعادة الاحتلال الى غزة والاستطيان، وتهجير سكانها قسرا. وما تمخض عن لقاء البيت الابيض مروع. لا دولة فلسطينية، ولا شعب فلسطينيا، وتشتيت الغزيين الى اصقاع الكرة الارضية. وفي الكونغرس مشروع قانون يحظر استخدام لفظة «الضفة الغربية»، والعودة الى تسمية توراتية للضفة الغربية.. أي يهودا والسامرة. وحدد ترامب مهلة زمنية قصيرة لاعلان السيادة الاسرائيلية على الضفة وترحيل سكانها.

«بن غفير» اعلن عن ترحيبه بنتائج زيارة نتنياهو الى واشنطن، وابدى رغبة في العودة الى الحكومة. وكذلك رحب اركان الاتئلاف الحكومي في ذلك علنا.

وفي الولاية الاولى لترامب. سبق أن حصل نتنياهو على اكثر مما حلم. ولم يكن نتنياهو يتوقع أن يحاط في البيت الابيض بمزيد من الوعود والهدايا الامريكية.

وكما لو أن ترامب ينافس رؤساء امريكا السابقين. ويتباهى أنه استطاع ان يقدم ما عجز عنه رؤساء سابقون.

ويبدو أن ترامب يمزج بين خيارين والتزامين في حماية اسرائيل وحماية نتنياهو ومشروعه «الايدولوجي التوراتي» وطموحاته الشخصية.

وبعد لقاء البيت الابيض، فمن الواضح أن ثمة حاخام يمشي في رأس ترامب. وقد تأكد أنه يتبنى اجندة ومشروع اليمين الاسرائيلي المتطرف، وفي اللقاء اعطى نتنياهو ما فاق الخيال ليجمح في سياسته العدوانية والمتطرفة.

ترامب يرسخ في الشرق الاوسط استراتيجية التهجير والاستقرار الترامبي. ومن وجهة نظر ترامب وسياسته، فان الشرق الاوسط لن يعرف الاستقرار الا بتصفية القضية الفلسطينية، وضم الضفة الغربية الى اسرائيل والاستيلاء على قطاع غزة، واخلائها من السكان بالتهجير القسري والطوعي « الانساني «. وقال ترامب ان لم توافق الدول العربية والفلسطينيون على مقترحاته، فان الحجيم سوف يطاردهم جميعا.

سياسة ترامب نحو فلسطين والشرق الاوسط والعالم، تنذر بعدة ابعاد عديدة، ومنها، إحساس ترامب بالقوة المطلقة، وانه لا يوجد على الكرة الارضية رادع او زاجر او مانع لتنفيذ كل ما يحلم به. وترامب لم يقتصر كلامه على أن يعلن الاستيلاء على غزة، بل أعلن عن ضم دولة كندا.. ولتصبح الولاية الـ 51، اعلن عن احتلال قناة بنما، وبدعوى ان امريكا حفرتها، وعرض شراء جزيرة غرينلاند. وذلك لضرورات الامن القومي الامريكي.

هو وجه امريكا الحقيقي.. وترامب يستهين في النظام الدولي والمنظمات الدولية، والقواعد الاخلاقية والقانونية والانسانية.. وقام بتحطيم واحتقار واعلان انسحاب امريكا من منظمة الصحة العالمية، واعلن وقف الدعم الى الاونروا ووكالات الاغاثة الانسانية، وانسحاب امريكا من مجلس حقوق الانسان الدولي. انهى نتنياهو زيارته الى واشنطن.. وهو في طريق عودته الى تل ابيب. بلا شك أن اتئلاف الحكومة سوف يصمد، وان بن غفير سوف يعدل عن الاستقالة وسيعود لاحقا الى الحكومة.. ولم يعد نتنياهو في خطر او تحت تهديد احزاب الائتلاف الحكومي.. ولا يحتاج الى غطاء توفره احزاب المعارضة، وليس مستبعدا استئناف القتال وعودة الحرب على جبهتي لبنان وغزة.

اسرائيل في غاية الاطمئنان، والتأييد الامريكي المطلق وفر لنتنياهو وحكومته واسعا من الهامش ليتخذ قرارات في الحرب واللاحرب . واما الفلسطنيون، فمن الواجب اولا إنهاء الانقسام الفلسطيني، وتشكيل حكومة وحدة وطنية.. ولتكون نواة الوحدة الوطنية الفلسطينية من غزة ردا على ارغامات ترامب..

وعربيا.. لماذا لا يقرر العرب رفع الحصار عن غزة دون موافقة من اسرائيل وامريكا؟ واطلاق دعم عربي واسلامي للاردن ومصر لتجاوز أزمة وقف المساعدات الامريكية؟. وما هو أهم الان، يقع على عاتق الحكومات العربية بالتخلص من اوهام السلام والتسوية السياسية.. وأن الرهان مربوط على اعناق المقاومات الوطنية بكل اشكالها ومرجعياتها. اسرائيل لا تريد سلاما ولا حلا سياسيا.. وليس لديها ما تقدمه سوى تصفية القضية الفلسطينية، وانهاء الحقوق التاريخية والسياسية للقضية الفلسطينية على حساب الاردن وغير ذلك.



شارك الخبر

استطلاع الأراء
هل تؤيد رفع اسعار الدخان وفرض ضريبة ؟

8816 المؤيدين

8420 المعارضين

8445 المحايدين

محايد لا نعم