سوريا أفق جيوسياسي أردني يتجدد
لا أعلم ماذا كان يقصد وزير الاتصال د . محمد المومني في حديثه، الذي قرأت عنوان خبر عنه في صحفنا أمس، وكان العنوان يؤشر لكلام على لسان المومني، يقول فيه بأن السياسة الأردنية واقعية براغماتية، وهذا وصف دقيق، اعتبره يختصر استراتيجية من الوضوح الأردني، يجعل المتربص (الحليم)، حيرانا.. فالذي يتحدث عن أسرار الثبات الأردني في الأداء والالتزام، وبالتالي عن المصداقية والوضوح، فهذه واحدة من أسبابه.. الواقعية والموضوعية، وتحقيق وحماية المصالح الأردنية الوطنية العليا، مع الالتزام بالمبادىء القومية ومعاملة حسن الجوار، ودعم العرب كلهم، بكل الوسائل المتاحة.. والبحث عما ينفع الأردن والناس كلهم.
وثوب الأردن إلى مقدمة التفاعل مع «سوريا الجديدة «، طبيعي، ويجب أن يكون كاملا شاملا، ولا يترك فرصة واحدة لمزيد من التلاحم مع سوريا، والتعاون والتحالف أيضا.. فالتاريخ الأردني السوري القديم «على علّاته» كان الأردن فيه طرفا نموذجيا، واضحا لا يزعج سوريا ولا يترك أية فرصة تخدم الأردن أو البلدين، ولا تتعارض مع التزام الأردن بأمن ورفاه واستقرار سوريا، مع الإحتفاظ بالطبع بالأردن ومصالحه.. ورغم «الحساسية» والحدّة أحيانا من قبل النظام السياسي السوري السابق، إلا أن الأردن دوما كان يجد الصيغة الأقرب إلى المثالية في التعامل معه.
اليوم؛ وبمناسبة وجود إدارة سياسية جديدة لسوريا العربية، ونظرا لوجود جدول أعمال كبير أمامها، على صعيد سياسي واقتصادي وأمني واجتماعي، فثمة مجال بل أفق جيوسياسي كبير جديد، يمكن للأردن أن يكون فيه الدور الأكبر،
بقية مقال إبراهيم عبد المجيد القيسي
سوريا أفق جيوسياسي أردني يتجدد
سواء على صعيد بناء سوريا وحماية أمنها، أو على صعيد استقرارها وإعادتها إلى دورها الطبيعي المطلوب، كدولة عربية محورية مهمة، ذات دور سياسي مؤثر في المنطقة والعالم.
الواقعية والبراغماتية تتجلى جدا في هذا الأفق الجديد، فالإدارة السورية هي أحوج ما تكون للنموذج الأردني، والذي يكتسب أهمية كبيرة نظرا للجوار وللعمق التاريخي الذي يربط الجغرافيا بالتاريخ.
يقدم الأردن اليوم نموذجا سياسيا مرنا ويتسم بأبعاد عميقة لبناء سوريا الجديدة، وإعادتها الى الصف العربي وإلى دورها الطبيعي في المنطقة، وكان الأردن هو السّبّاق عربيا وعالميا لتمهيد الطريق أمام الحقيقة السورية الجديدة.