2024-11-21     عدد زوار الموقع: 5022516

تناولوا زيت الزيتون، تصِحّوا !!

 في «الصلما» الشاهقة المُشرفة على الطفيلة، تقع أرض الوالد «أبو علي»، التي كانت بيادر قمح ومضارب تعاليل وسمر.
وبسبب وعورة الطريق الصاعدة إلى عنان الصلما، كانت بطّاتُ أرجلنا، يصيبها «الشد العضلي»، قبل إصابات ميسي ورونالدو ويزن النعيمات وموسى التعمري !!
ورغم خِفّة أجسامنا ورشاقتها، كنا نمشي في بعض المناطق، على أيدينا وأرجلنا.
كنا أطفالًا نتحمل مشقة الصعود، كما تتحمله النسوة، ذوات القامات الرياضية الفارعة الممشوقة، أمّا «تلفريك» كبار السن، فكان بغلًا غير حرون !!
وبفضل الله، فقد أصبحت بيادرُ الصلما حقولًا من الزيتون النبالي. ولا تزال في الطفيلة أشجار زيتون رومانية عمرها مئات الأعوام.
كنا نأخذ فرصة الغداء المدرسية فنهرع إلى البيوت، حيث «الزّير» المترع بالزيت، يجثم على يمين الداخل، ويغطي «فرعَةَ الزير»، صحنُ توتياء يحمل «كيلةً» من القيشاني، وعلى يسار الباب يربض «مقطفُ» قشٍ ملونٌ، يكنز عدةَ أرغفة من خبز الطابون، الذي تخبزه النسوةُ مرتين أو ثلاث مرات في اليوم.
كنا نتناول ذلك الغداء الشهي «على الواقف»، «ندِب» الكيلةَ في قلب الزير، لنغرف منه زيتًا أخضر، ثقيلًا فواحًا.
كان «أتيكيت» تناول طعام الغداء اليومي بسيطًا، سريعًا، رشيقًا؛ نقضم أرغفة الطابون المُحمّر الساخن المُقمّر، ونشرب مع كل قضمة «شَفّةً» من الزيت المُعطّر الفواح.
هذه كانت وجبتنا، المرفوقة في بعض الأحيان، بحبات من الجوز أو اللوز أو الزبيب أو التين المجفف- القطين، او بجرعة من اللبن «الغبيب».
كانت وجبة الغداء تستغرق دقيقة أو دقيقتين، ننفلت بعدها إلى اللعب.
إضافات بسيطة أجريتها قبل سنوات على وجبة الغداء تلك، فقد أدخلت عليها البندورة والفلفل الأخضر الحار، فالبندورة حديدٌ صافٍ، والفلفل المعروف منذ 7500 سنة، مقاوم للخلايا إياها ومطهر للأمعاء.
أمّا العشاء، الذي كانت تعده الخادمة الفلبينية، بإشراف المربية الفرنسية، فكان تشكيلة من الأطباق الإيطالية، أبرزها الستيك والسباغيتي والدجاج الكاشياتوري والمكرونه البشاميل واللازانيا الرول !!
لقد لعب زيتُ الزيتون، دورًا مؤثرًا في صحة شعبنا، ولا أعرف مما حماني إدمانه الطويل !!
ولا ننسى أن الزيتُ طِيبُ الأنبياء وإدامهم.



شارك الخبر

استطلاع الأراء
هل تؤيد رفع اسعار الدخان وفرض ضريبة ؟

6078 المؤيدين

5565 المعارضين

5621 المحايدين

محايد لا نعم