البترا ووادي موسى عصام قضماني
أول من أمس كانت الذكرى السابعة عشرة لإعلان البترا الأردنية واحدة من عجائب الدنيا.
مياه كثيرة جرت منذ إعلانها ذاك بتصويت عالمي عام 2007، انطلقت فيها المدينة وحصدت مليون زائر، لكن في فترات أخرى مرت بأوقات عصيبة، نالت من إنجازاتها قبل أن تنهض من جديد حتى داهمت سياحتها الحرب الإسرائيلية على غزة.
البترا تعاني اليوم، لكنها تقاوم والمرافق السياحية فيها على الحافة إذ أتت هذه الظروف القاسية على حصادها من النجاحات المبهرة.
ليس هذا فحسب بل أنها تواجه تحديات كثيرة، ولديها طموحات أكبر تنتظر نافذة تخترق عبرها الظروف لإنجازها، في البنية التحتية والمرافق والمشاريع السياحية الجديدة والأهم دعم القائمة حتى تستكمل ما بدأته على طريق العالمية.
أنفق الرئيس الجديد لمجلس مفوضيها فارس بريزات كثيرا من الجهد والوقت لفرض سيادة القانون، وإعادة التنظيم وانهاء المخالفات الكثيرة متعددة الأوجه، لكنه في ذات الوقت كان يسير في تنفيذ المشاريع وإصلاح الثغرات وإعادة طرح المشاريع الجديدة.
في خضم المعاناة تتحدث البترا أي رئيسها ومجلس مفوضيها عن الطموحات لإعادة طرح البترا كمدينة عالمية جديرة باللقب.
لا شك أن المنافسة القوية في المنطقة لها دور في هذه التحديات لكن البترا تمد أذرعها على طريق التعاون والانسجام على طريق إعادة احياء الإقليم السياحي المميز، الذي إذا أراد السائح الدولي أن يزور المنطقة يمكنه التجوال فيها كوحدة واحدة ليستمتع بالتعددية والتميز لكل واحدة منها.
بعيد هذا الطرح إلى الأذهان فكرة المثلث الذهبي الذي لطالما تحدث عنه الراحل عقل بلتاجي، العقبة ووادي رم والبترا لكن بشكل شمولي أوسع.
البترا مدينة وردية وهي من أبرز عناوين السياحة الأردنية إلى العالم، لذلك فهي تستحق دعما محليا تبدأ فيها كافة المؤسسات المعنية الرسمية والأهلية دعمها بقوة وزيارتها والترويج لها الذي سيحتاج أيضا إلى مساهمة القطاع الخاص فيه.