2024-04-20     عدد زوار الموقع: 3605802

سلامة يكتب: الميلاد .. عفو ملكي ووجع احتلال أحمد سلامة

في العشرين من كانوفي العشرين من كانون الثاني يوم اربعاء عام ١٩٥٤ ميلادية ولدتني امي في بيت والدي من الحجر البهي وسط بستان مساحته قرابة الدونمات الاربعة ، ويحوي ٢٣ صنفا من الفواكة ، يزنره سياج من الصبار لما يزيد عن مئتي سنة ، وعلى غير عادة المنازل في تلك البلدة غير الوادعة ابدا ، كان لمنزلنا اسم يماني منذ جد ابي عبدالله كان اسمه ( المقّيل ) ….

…. لا اتذكر اية صورة من صور الطفولة المبكرة
على ابواب الخامسة ، كانت اول صورة حزن رافقتني مدة من زمن ، حين عثر والدي على كلبنا المحبب لي ( سمور ) مسموما مقتولا على باب منزلنا بعد ان اطعم قطعة من لحم مسمومة من مجهول ولاسباب معروفة تتعلق بنباحه طوال الليل حين يستفزه حضور ذلك المجهول يقترب من باب منزل قريب
يلتقي بعشيقته التي تزوجها لاحقا ..
قتل ذلك الكلب غيلة واحزن كل افراد الاسرة …

لست ادري المشاعر التي انتابتني حينذاك كل ما عرفته انني بكيت على الكلب الممدد بلا حراك

كانت اول صورة للفراق بالموت في ذاكرتي !!!

…. المطر الجارف كان عنوان تلك السنين
شدة اهواله ونحن ذاهبون الى المدرسة
كانت المدرسة اعدادية في طرف البلدة الشرقي ومنزلنا اخر منزل او للدقة قبل المنزل الاخير ببيت واحد غربي البلدة

ولقد قيض لي ان اتخرج في الثانوية العامة من ذات تلك المدرسة حيث اكملها عميد العشيرة وزعيم البلدة والمنطقة دون منازع العم الفذ المحامي ( مصطفى عودة سلامة / ابو محمود )

كان يسابق الموت حين اكمل المدرستين للبنات والاولاد ثانوية بفرعيهما ( العلمي والادبي ) قبل ان يغادر الحياة الدنيا
في ذات اليوم الذي توفيت فيه المرحومة الملكة علياء في شباط عام ١٩٧٧ فاضحى الحزن مركبا …

… على عادة مزاعم الكتاب دوما يحجزون
المرتبة الاولى في الدراسة ، لكني لم استطع الظفر بالترتيب الاول الا في الصف الثالث الابتدائي

وقد ظفرت بهذا الترتيب
مرة واحدة في المرحلة الابتدائية
وغابت عني طوال المرحلة الاعدادية ،
ولقد استوليت عليها في المرحلة الثانوية دون منازع …

ان سيرتي في التراتب المدرسي قد سهلت علي فهم سيرة حياتي لاحقا
اذ فهمت منذ البدء ان لا ثبات عندي في الحياة على اي شيء وامل واغادر ما انا فيه
دون مقدمات …

الشيء الوحيد الذي بقيت عليه مستمسكا به هو ( الاسرة وحب العشيرة والعلاقة مع الدولة الاردنية بعد ان واليتها مبكرا )
ما دون ذلك قد خضع لمفاجات كنت انا استغرب منها ..
فالانسحاب عندي من اي شيء هين لين
لا احسب فيه اي حساب للمترتبات
فعلت ذلك حين غادرت جريدة الراي بعد
تقديس لها عندي دام خمسة عشر سنة
وغادرت الديوان الملكي الهاشمي قبل ان اصير عبئا على مكتبي فيه ، ثم
تنازلت
عن تجربة صحيفة الهلال الاسبوعية
رغم انها شبت عن الطوق واضحت حقيقة عذبة المذاق في حياتي
واكثر انسحاب احزنني ولا اقول ندمت عليه بل حزنت هو قبولي بعرض دولة اخي الدكتور هاني الملقي ( وكان رئيسا للوزراء ) بالعودة الى عمان !!!!


كان انسحابي من مشهد البحرين المريح والعذب والانساني بعد مضي احد عشر عاما من الطيب والاياب لعمان يشبه الفضيحة في حياتي … لكنها طبيعة النفس البشرية التي لا تتغير
( ونفس وما سواها فالهمها فجورها وتقواها )

بالعودة الى بديا


قضيت من حياتي هناك سبعة عشر عاما فقط
ازعم انني كنت محبوبا وخطبت في المسجد يوم الجمعة وانا في الصف الاول ثانوي وبدت على سيرتي الرغبة الموصولة في حب الحياة وحب الناس والرغبة في الخدمة العامة …

على هيئة صور
سامر على حياتي الاولى في بديا

بديا ….

اوردت لها في حياتي رواية كاملة بعنوان ( مهردار )
ولا اريد ان اكرر نفسي لذا تخيرت طريقة في انتقاء جملة من صور
لانتهي من فترة الطفولة والصبا المبكر
لان لا شيء استثنائي في تلك المرحلة من العمر


والقصة كل القصة اضحت عمانية
وما دونها وما حولها كله في خدمة لحظتها التي اضحت دائمة وكل شيء لا يكون منشأه عمانيا لا يعول عليه
هكذا اضحت حياتي كلها التي شارفت على السبعين الا قليلا
ثمة
صور للحزن
وصور للفقر
وصور للفرح
وصور للاحتلال
كل هذي البانوراما المتناقضة حد التعب
شكلت طفولتي

…. في المستوى الانساني عشت كابن حقيقي للطبقة الوسطى بالمعنى المتعارف عليه في ستينيات وسببعينيات القرن الماضي
بمعنى ..

كان لدينا بعض ( حلال )
وكمية الزيت التي يتحصل عليها والدي
من ميراث ابيه اكثر من حاجته في تسديد التزاماته السنوية
والحق يقال
ان وظيفة اخي البكر ( حمزة ) محاسبا في شركة مرموقة ( شركة ال التميمي ) في المدينة الدهرية نابلس براتب شهري محترم اذاك اعني في الخمسينيات
قد اتاح لي منذ الطفولة ان امد قلبي الى نابلس
زائرا دائما ، خاصة بعد ان تزوج اخي من نابلسية ، ومتذوقا لكل مزايا المدينة
سينما ، منتزه ، بوشار ، عنبر ، كسدورة المساء ، الوقوف على بخور السمرا ،
وكعك نابلس ، والذرة المشوية الخ ثقافة المدينة التي تضفي على الروح رضا وراحة

… وكانت اسرتي قليلة العدد
وبيتنا يكفي بمساحاته ( غرفتان واسعتان بنيتا على نظام ( العقود العالية ) وسقيفة تلم كل متطلبات الوالدة وطابون
وحمام خارجي
وخمس مغارات بيزنطية بهية تستعمل لكافة الوظائف الطارئة
وتوفر لنا من الاقتصاد المنزلي ما يكفينا بالتخزين
موءونة الشتاء واحتياجات بقية الفصول

استطيع الزعم ان الحياة في الضفتين الغربية والشرقية للمملكة كانت مريحة
وباستثناء اعتداءات مفاجئة توافينا
بين حين وحين يقوم بها ( يهود )
على التخوم ، لم يكن يعكر صفو حياتنا اي شيء ذي بال …

…. دخلت على بديا مطلع الستينات
متغيرات طرات فجاة
حلت سرية من الفرسان داخل البلدة بدل المخفر الوادع
وصارت المنازل تخضع لتفتيش مفاجيء
واحسسنا كاطفال بعض ضيق في حياتنا

بالتدريج
فهمنا ان اقطاب عشيرتنا ، قد ادخل اثنان منهم السجن والثالث غادر وظيفته كملحق عسكري في ( بون ) ل قاهرة عبد الناصر

لقد اتهم مدير هيئة اركان الجيش العربي
اللواء الركن صادق الشرع ، والزعيم الركن شقيقه الاكبر صالح الشرع ، وطبيب العيون الرقيق باعث الحرية في جنبات بديا الدكتور رفعت عودة وخالد باشا الطراونة واديب القاسم بتهمة قلب نظام الحكم
وصدرت احكام بالاعدام بحق قائد الانقلاب رفعت عودة وصادق الشرع وكذلك صالح الشرع …


لقد تغير الحال في عشية وضحاها
… كانت اول صورة للحزن خيمت على روحي

ولم اك قد رايت اي واحد من ثلاثتهم
قبل
اول زيارة لي لعمان في معية والدي واعمامي
الى سجن المحطة حيث كان يرتدي الدكتور رفعت عودة والباشا صادق الشرع
البدلة الحمراء حين استقبلوا كل رجالات عشيرتهم وهما ينتظران انفاذ حكم الاعدام اية لحظة …
كانت عمان اول محطة لطفولتي وافيتها قي سجن المحطة ….
كنت على ما اعتقد ابن ثماني سنوات ليس اكثر

… وعلى هيئة وعد او وشوشة او همس غير معلن
كان دوما ثمة امل بعفو قادم من الحسين
ملك العفو عند المقدرة …

…. ايام بعد زيارتي تلك ، وبدات الاذاعة الاردنية تبث نداء بمكافأة مجزية لمن يقدم اية معلومات
عن ( الدكتور الهارب من السجن وهو الدكتور رفعت عودة )
وتم تشديد الحراسة على بلدتنا
وصار التفتيش المفاجي لاي شيء ولكل شيء
هو
عنوان بلدتنا !!!


ثلاثة ايام ربما عاد الدكتور بارادته الى السجن
والتقاه سيد البلاد في الحال ..


بعدها باشهر
تغيرت الاحوال ، شرف جلالة المغفور له الحسين طيب الله ثراه
الى منطقتنا ( سلفيت ) زائرا
وزحفت المنطقة كلها تساله العفو عن
رفعت وصالح وصادق …


كنت من الملوحين لجلالته بالعلم
ورايته اول مرة ….

بترتيب حنون من عودة الله المحادين يرحمه الله ، وكان مديرا للناحية في منطقتنا اتيح لعضو المجلس القروي ( عبدالرحيم سلامة ) ابو الحكم ان يلقي كلمة عشيرة ال سلامة ملتمسا العفو
وكان من كتب تلك الخطبة
هو الاستاذ وليد صلاح محامي الاعمام

… كعادته وعد واوفى

وكان رفعت وصادق بعد لئي في بديا
التي ازدانت بعفو ملكي نبيل حنون
واشتغلت مشاعلها اسبوعا كاملا
ولعلعت رشاشات ال الفارس من طلوزة
بقيادة عبد الرؤوف الفارس الشهم في سماء بديا
حتى الصباح
وادت
البرمكيات بقيادة فتحية البرمكية
اعذب الوصلات
( منديلي وقع بالحوشي
وانا
اللي عليه مدووشي

يا رفعت يا بو الطربوشي
دورلي على منديلي)..

وتضيف فتحية في ليالي فرحة بديا
(منديلي
وقع في الحارة
وانا
اللي عليه دوارة
يا صادق يا بو النظارة
دورلي على منديلي)..

…. بعد وجوم دام قرابة الاربع سنوات
عادت بديا
لارادة زعيمها المثابر
المحامي مصطفى عودة
الذي شرع بانجاز مشاريع تنموية رائدة
ن الثاني يوم اربعاء عام ١٩٥٤ ميلادية ولدتني امي في بيت والدي من الحجر البهي وسط بستان مساحته قرابة الدونمات الاربعة ، ويحوي ٢٣ صنفا من الفواكة ، يزنره سياج من الصبار لما يزيد عن مئتي سنة ، وعلى غير عادة المنازل في تلك البلدة غير الوادعة ابدا ، كان لمنزلنا اسم يماني منذ جد ابي عبدالله كان اسمه ( المقّيل ) ….

…. لا اتذكر اية صورة من صور الطفولة المبكرة
على ابواب الخامسة ، كانت اول صورة حزن رافقتني مدة من زمن ، حين عثر والدي على كلبنا المحبب لي ( سمور ) مسموما مقتولا على باب منزلنا بعد ان اطعم قطعة من لحم مسمومة من مجهول ولاسباب معروفة تتعلق بنباحه طوال الليل حين يستفزه حضور ذلك المجهول يقترب من باب منزل قريب
يلتقي بعشيقته التي تزوجها لاحقا ..
قتل ذلك الكلب غيلة واحزن كل افراد الاسرة …

لست ادري المشاعر التي انتابتني حينذاك كل ما عرفته انني بكيت على الكلب الممدد بلا حراك

كانت اول صورة للفراق بالموت في ذاكرتي !!!

…. المطر الجارف كان عنوان تلك السنين
شدة اهواله ونحن ذاهبون الى المدرسة
كانت المدرسة اعدادية في طرف البلدة الشرقي ومنزلنا اخر منزل او للدقة قبل المنزل الاخير ببيت واحد غربي البلدة

ولقد قيض لي ان اتخرج في الثانوية العامة من ذات تلك المدرسة حيث اكملها عميد العشيرة وزعيم البلدة والمنطقة دون منازع العم الفذ المحامي ( مصطفى عودة سلامة / ابو محمود )

كان يسابق الموت حين اكمل المدرستين للبنات والاولاد ثانوية بفرعيهما ( العلمي والادبي ) قبل ان يغادر الحياة الدنيا
في ذات اليوم الذي توفيت فيه المرحومة الملكة علياء في شباط عام ١٩٧٧ فاضحى الحزن مركبا …

… على عادة مزاعم الكتاب دوما يحجزون
المرتبة الاولى في الدراسة ، لكني لم استطع الظفر بالترتيب الاول الا في الصف الثالث الابتدائي

وقد ظفرت بهذا الترتيب
مرة واحدة في المرحلة الابتدائية
وغابت عني طوال المرحلة الاعدادية ،
ولقد استوليت عليها في المرحلة الثانوية دون منازع …

ان سيرتي في التراتب المدرسي قد سهلت علي فهم سيرة حياتي لاحقا
اذ فهمت منذ البدء ان لا ثبات عندي في الحياة على اي شيء وامل واغادر ما انا فيه
دون مقدمات …

الشيء الوحيد الذي بقيت عليه مستمسكا به هو ( الاسرة وحب العشيرة والعلاقة مع الدولة الاردنية بعد ان واليتها مبكرا )
ما دون ذلك قد خضع لمفاجات كنت انا استغرب منها ..
فالانسحاب عندي من اي شيء هين لين
لا احسب فيه اي حساب للمترتبات
فعلت ذلك حين غادرت جريدة الراي بعد
تقديس لها عندي دام خمسة عشر سنة
وغادرت الديوان الملكي الهاشمي قبل ان اصير عبئا على مكتبي فيه ، ثم
تنازلت
عن تجربة صحيفة الهلال الاسبوعية
رغم انها شبت عن الطوق واضحت حقيقة عذبة المذاق في حياتي
واكثر انسحاب احزنني ولا اقول ندمت عليه بل حزنت هو قبولي بعرض دولة اخي الدكتور هاني الملقي ( وكان رئيسا للوزراء ) بالعودة الى عمان !!!!


كان انسحابي من مشهد البحرين المريح والعذب والانساني بعد مضي احد عشر عاما من الطيب والاياب لعمان يشبه الفضيحة في حياتي … لكنها طبيعة النفس البشرية التي لا تتغير
( ونفس وما سواها فالهمها فجورها وتقواها )

بالعودة الى بديا


قضيت من حياتي هناك سبعة عشر عاما فقط
ازعم انني كنت محبوبا وخطبت في المسجد يوم الجمعة وانا في الصف الاول ثانوي وبدت على سيرتي الرغبة الموصولة في حب الحياة وحب الناس والرغبة في الخدمة العامة …

على هيئة صور
سامر على حياتي الاولى في بديا

بديا ….

اوردت لها في حياتي رواية كاملة بعنوان ( مهردار )
ولا اريد ان اكرر نفسي لذا تخيرت طريقة في انتقاء جملة من صور
لانتهي من فترة الطفولة والصبا المبكر
لان لا شيء استثنائي في تلك المرحلة من العمر


والقصة كل القصة اضحت عمانية
وما دونها وما حولها كله في خدمة لحظتها التي اضحت دائمة وكل شيء لا يكون منشأه عمانيا لا يعول عليه
هكذا اضحت حياتي كلها التي شارفت على السبعين الا قليلا
ثمة
صور للحزن
وصور للفقر
وصور للفرح
وصور للاحتلال
كل هذي البانوراما المتناقضة حد التعب
شكلت طفولتي

…. في المستوى الانساني عشت كابن حقيقي للطبقة الوسطى بالمعنى المتعارف عليه في ستينيات وسببعينيات القرن الماضي
بمعنى ..

كان لدينا بعض ( حلال )
وكمية الزيت التي يتحصل عليها والدي
من ميراث ابيه اكثر من حاجته في تسديد التزاماته السنوية
والحق يقال
ان وظيفة اخي البكر ( حمزة ) محاسبا في شركة مرموقة ( شركة ال التميمي ) في المدينة الدهرية نابلس براتب شهري محترم اذاك اعني في الخمسينيات
قد اتاح لي منذ الطفولة ان امد قلبي الى نابلس
زائرا دائما ، خاصة بعد ان تزوج اخي من نابلسية ، ومتذوقا لكل مزايا المدينة
سينما ، منتزه ، بوشار ، عنبر ، كسدورة المساء ، الوقوف على بخور السمرا ،
وكعك نابلس ، والذرة المشوية الخ ثقافة المدينة التي تضفي على الروح رضا وراحة

… وكانت اسرتي قليلة العدد
وبيتنا يكفي بمساحاته ( غرفتان واسعتان بنيتا على نظام ( العقود العالية ) وسقيفة تلم كل متطلبات الوالدة وطابون
وحمام خارجي
وخمس مغارات بيزنطية بهية تستعمل لكافة الوظائف الطارئة
وتوفر لنا من الاقتصاد المنزلي ما يكفينا بالتخزين
موءونة الشتاء واحتياجات بقية الفصول

استطيع الزعم ان الحياة في الضفتين الغربية والشرقية للمملكة كانت مريحة
وباستثناء اعتداءات مفاجئة توافينا
بين حين وحين يقوم بها ( يهود )
على التخوم ، لم يكن يعكر صفو حياتنا اي شيء ذي بال …

…. دخلت على بديا مطلع الستينات
متغيرات طرات فجاة
حلت سرية من الفرسان داخل البلدة بدل المخفر الوادع
وصارت المنازل تخضع لتفتيش مفاجيء
واحسسنا كاطفال بعض ضيق في حياتنا

بالتدريج
فهمنا ان اقطاب عشيرتنا ، قد ادخل اثنان منهم السجن والثالث غادر وظيفته كملحق عسكري في ( بون ) ل قاهرة عبد الناصر

لقد اتهم مدير هيئة اركان الجيش العربي
اللواء الركن صادق الشرع ، والزعيم الركن شقيقه الاكبر صالح الشرع ، وطبيب العيون الرقيق باعث الحرية في جنبات بديا الدكتور رفعت عودة وخالد باشا الطراونة واديب القاسم بتهمة قلب نظام الحكم
وصدرت احكام بالاعدام بحق قائد الانقلاب رفعت عودة وصادق الشرع وكذلك صالح الشرع …


لقد تغير الحال في عشية وضحاها
… كانت اول صورة للحزن خيمت على روحي

ولم اك قد رايت اي واحد من ثلاثتهم
قبل
اول زيارة لي لعمان في معية والدي واعمامي
الى سجن المحطة حيث كان يرتدي الدكتور رفعت عودة والباشا صادق الشرع
البدلة الحمراء حين استقبلوا كل رجالات عشيرتهم وهما ينتظران انفاذ حكم الاعدام اية لحظة …
كانت عمان اول محطة لطفولتي وافيتها قي سجن المحطة ….
كنت على ما اعتقد ابن ثماني سنوات ليس اكثر

… وعلى هيئة وعد او وشوشة او همس غير معلن
كان دوما ثمة امل بعفو قادم من الحسين
ملك العفو عند المقدرة …

…. ايام بعد زيارتي تلك ، وبدات الاذاعة الاردنية تبث نداء بمكافأة مجزية لمن يقدم اية معلومات
عن ( الدكتور الهارب من السجن وهو الدكتور رفعت عودة )
وتم تشديد الحراسة على بلدتنا
وصار التفتيش المفاجي لاي شيء ولكل شيء
هو
عنوان بلدتنا !!!


ثلاثة ايام ربما عاد الدكتور بارادته الى السجن
والتقاه سيد البلاد في الحال ..


بعدها باشهر
تغيرت الاحوال ، شرف جلالة المغفور له الحسين طيب الله ثراه
الى منطقتنا ( سلفيت ) زائرا
وزحفت المنطقة كلها تساله العفو عن
رفعت وصالح وصادق …


كنت من الملوحين لجلالته بالعلم
ورايته اول مرة ….

بترتيب حنون من عودة الله المحادين يرحمه الله ، وكان مديرا للناحية في منطقتنا اتيح لعضو المجلس القروي ( عبدالرحيم سلامة ) ابو الحكم ان يلقي كلمة عشيرة ال سلامة ملتمسا العفو
وكان من كتب تلك الخطبة
هو الاستاذ وليد صلاح محامي الاعمام

… كعادته وعد واوفى

وكان رفعت وصادق بعد لئي في بديا
التي ازدانت بعفو ملكي نبيل حنون
واشتغلت مشاعلها اسبوعا كاملا
ولعلعت رشاشات ال الفارس من طلوزة
بقيادة عبد الرؤوف الفارس الشهم في سماء بديا
حتى الصباح
وادت
البرمكيات بقيادة فتحية البرمكية
اعذب الوصلات
( منديلي وقع بالحوشي
وانا
اللي عليه مدووشي

يا رفعت يا بو الطربوشي
دورلي على منديلي)..

وتضيف فتحية في ليالي فرحة بديا
(منديلي
وقع في الحارة
وانا
اللي عليه دوارة
يا صادق يا بو النظارة
دورلي على منديلي)..

…. بعد وجوم دام قرابة الاربع سنوات
عادت بديا
لارادة زعيمها المثابر
المحامي مصطفى عودة
الذي شرع بانجاز مشاريع تنموية رائدة



شارك الخبر
استطلاع الأراء
هل تؤيد رفع اسعار الدخان وفرض ضريبة ؟

3399 المؤيدين

2959 المعارضين

2791 المحايدين

محايد لا نعم