2024-04-27     عدد زوار الموقع: 3656257

العجلوني يكتب: طلبة التوجيهي الراسبون والناجحون إلى أين؟ د. كامل العجلوني

هذا موضوع ترددت في الكتابة عنه رغم اهتمامي الشديد به منذ أن توليت رئاسة جامعة العلوم والتكنولوجيا في 1/9/1986. وأصبحت على اطلاع مباشر بتفاصيله منذ ثلاثين عاماً ونيف.

التوجيهي والتلميح بالغائه كاصلاح تربوي

موضوع يقلقني منذ ذلك الوقت وسبب اهتمامي المقرون بالقلق هو أن التوجيهي امتحان يؤذن بانتهاء فترة مهمة من حياة الطالب وبدء فترة اهم أكثر خطورة وهي الدراسة الجامعية ومن الضروري استمراره رغم ما يعتريه من انتقادات محقه أحياناً وغير محقة أحياناً أخرى وعلى كل من يطلب الغاءه أن يتقدم بأي بديل أفضل. كل دول العالم عندها فحص عام شامل في نهاية الدراسة الثانوية مهما سمي فالألمان لهم امتحانهم كذلك الانجليز والأمريكان والفرنسيون ولا أعرف دولة في العالم ليس لديها امتحان لنهاية الدراسة الثانوية يجرون إصلاحات على امتحاناتهم ومناهجهم كلما بدى ذلك ضرورياً بعد أن يدعموا عملية التعليم والقائمين عليها. لم أرى أو اسمع أي ضجة تقام سنويا قبل امتحان التوجيهي او ما يعادله وأثناء انعقاده وبعد الانتهاء منه الا في بلدنا . فتصبح كل ام وأب ناقداً للتوجيهي ومحللاً تربوياً لأسئلة الامتحان صعوبة أو سهولة أو وضوحاً أو غموضاً حتى قبل ان تحلل نتائج الامتحان كما هو معروف بعد الانتهاء من أي امتحان نوعي.

وبعد اعلان النتائج الرسمي تقوم الدنيا ولا تقعد احتفالاً بالناجحين حتى أولئك الذين حصلوا على معدلات متدنية وقد تذهب ضحية الاحتفالات نفوس بريئة.

وبعد الاحتفالات تبدأ معركة البحث عن قبول الجامعات التي لا تعتمد على أي قاعدة علمية او قدرات تربوية وانما ما يطلبه الأباء والأمهات تحت ضغوط المجتمع التي أصابتها مظاهر الوجاهة والتقاليد ولم تتغير أولويات المجتمع منذ تقدمت انا شخصياً لآخر مترك عام 1960.

الكل يريد دراسة الطب أو الهندسة واذا تنازل الأهل فيريدون طب اسنان أو صيدلة. ورغم البطالة التي بدأت تظهر قبل 1986 كما تبين دراسةُ قام بها فريق يجمع كل الجهات أذكر منها وزارة الصحة، القطاع الخاص الطبي، نقابة الأطباء ووزارة العمل وممثلون عن المجتمع من غير الأطباء.

وكان أعضاء اللجنة الاستشارية لدراسة موضوع البطالة بين الأطباء هذا وهم:

- د. سميح أبو الراغب

- د. فتحي أبو عقاب

- د. عبد الله الخطيب

- د. صالح الخصاونة

- د. احمد سروجيه

- د. مصطفى الشناق

- د. كمال عابدين

- د. منصور العتوم

- د. عبد الرحمن القريوتي

- د. نبيه معمر

وكل هؤلاء ممن يشهد لهم بالمهنية والموضوعية وكانوا موضع احترام وتقدير. وبعد اجتماعات متعددة واتصالات مع كل من يهمه الأمر رفعت التوصيات الى الحكومة ونقابة الأطباء ونوقشت على صفحات الجرائد وشاشات التلفزة. وكانت تشير بوضوح الى أن البطالة بين الأطباء موجودة وظاهرة خطيرة.

وطلبنا بعد ظهورتوصيات الدراسة أن البطالة بشقيها المطلق والمقنع (الطب لعمل اقل من قدراته) من النقابة تأسيس صندوق البطالة صندوق يدعم غيرالعاملين من الأطباء بدعم من الحكومة ولكن النقابة "كان النقيب حين ذلك حسن خريس رحمه الله" ورفضت النقابة الاقتراح ولم تعمل النقابة ولا الحكومات المتتالية على تصويب الوضع.

ورغم ما جاء أعلاه تستمر المهزلة اليوم بطلب زيادة المقاعد المخصصة لدراسة الطب وتجد من ينساق وراء العواطف فيطلب المزيد متعامياً عن الواقع لتزداد البطالة رغم ان الأمور في العالم قد تغيرت فلم يعد الطب كما كان سابقاً.

فالعالم ليس بحاجة الى أطباء عاديين بل العالم بحاجة الى مبدعين في أي تخصص مهما كان وليس الطب الوحيد "الابداع في الطب نادر". ولا مستقبل الا للمبدعين بغض النظر عن التخصص.

تحتاج الى مبدعين في الفقه واللغة العربية ( التي تشوه باستمرار ) وتبتعد عن حياتنا اليومية أكثر من حاجتنا للأطباء والمهندسين.

ومن الجدير بالذكر انه منذ بداية القبول الموازي والدولي اصبح هذا القبول في اغلبه حكراً على طبقة الأغنياء والقادرين على الدفع على حساب الفقراء.

نحتاج الى مبدعين في الجغرافيا والكيمياء والرياضيات والعلوم التربوية وغيرها.

المصيبة التي نعانيها هو استمرار الوضع الحالي وإن لم نصحو ونسد هذه الثغرات المهمة، وإن لم نفعل ستكون كارثة حتمية قريباً. وكم سررت عندما اخذ وزير التعليم العالي د. عزمي محافظة قراراً موضوعياً هوجم من الشعبيون وأصحاب النظرة القصيرة وأصحاب المصلحة المؤقتة.

الراسبون في التوجيهي

ولكن ما اراه اكثر أهمية والحاحا وخطورة هو القسم الآخر من طلبتنا الذين لا يتجاوزون امتحان التوجيهي( الراسبون).

في القرن الماضي كان يتقدم للامتحان ما يقارب 100 الف طالب يرسب نصفهم في المحاولة الأولى ولنقل ان النصف الباقي يعاود الامتحان فينجح بطريقة ما ويرسب ربع المتقدمين وهم:

25 الف سنوياً لا نعرف مصيرهم او تتجاهل مصيرهم.

ومنذ بداية القرن الجديد زاد عدد الطلاب المتقدمين للتوجيهي حتى وصلوا بين 150- 200 الف طالب "التوجيهي الأردني وغيره".

ما عدا هذه السنة كانت نسبة النجاح دائماً 50% واستثناءً كانت النسبة لهذا العام 60% تقريبا.

وباعتبار أن 50% يرسبون أي تتراوح اعدادهم بين 25-50 ألف سنوياً فهذا رقم كبير وخطير ومخيف.

كتبت سابقاً للمسؤولين وذكرت ذلك وجاهة ولم اسمع جواباً واستمر الإهمال.

ان التوجيهي يقرر مصير الطلبة ليس فقط اكاديمياً وانما اجتماعياً الحياة العامة (من منكم يزوج ابنته لطالب رسب بالتوجيهي).

نعيش في بلد البطالة فيه متفشية فماذا يعمل الراسبون وهل عملنا دراسة اجتماعية وإقتصادية لمصير هؤلاء ، وماذا حل بهم رغم انني اعلم ان بعضهم قد أعاد التوجيهي ونجح ولكن تلك النسبة في أي حال لا تزيد عن 50% من الراسبين وملخص القول أنه في كل عام يرسب في التوجيهي رسوباً نهائياً 25 ألف اذ كان المتقدمين للتوجيهي 100 ألف الى 50 ألف عندما يكون المتقدمبن للتوجيهي ما يقارب 200 ألف من شبابنا ويكون مصيرهم غير آمن أو مجهول. لا أريد ان استطرد في التكهنات فهم المرشحون لكل ما يمكن ان يكون شراً الا من رحمه ربك.

أطالب كل مسؤول وعلى كل الجبهات حتى الجهات الأمنية ان تقوم مع غيرها بدراسة هذه الظاهرة. لكي لا نندم (ان لم نندم لحد الآن) على ما فاتنا.

وملخص القول:

1-الرجاء من الجميع التعقل والتبصر قبل أن نزيد أعداد القبولات دون النظر الى إمكانيات الجامعات على الاستيعاب في كل التخصصات ابتداءً من الطب وانتهاءً بغيره فالبطالة بانتظار الأغلبية منهم والبطالة في رأيي أخطر من الجهالة.

2- أن نعمل على تطوير امتحانات التوجيهي (وألف لا لإلغائه) ليتناسب الامتحان مع المناهج لا كتب التدريس.

3- الراسبون هم أبناؤنا فلا نستمر في تجاهل أمرهم والتعامي عن مستقبلهم.

سائلاً الله العلي القدير ان يلهمنا بعض الصواب وحسن الإدارة

والله من وراء القصد.



هذا موضوع ترددت في الكتابة عنه رغم اهتمامي الشديد به منذ أن توليت رئاسة جامعة العلوم والتكنولوجيا في 1/9/1986. وأصبحت على اطلاع مباشر بتفاصيله منذ ثلاثين عاماً ونيف.

التوجيهي والتلميح بالغائه كاصلاح تربوي

موضوع يقلقني منذ ذلك الوقت وسبب اهتمامي المقرون بالقلق هو أن التوجيهي امتحان يؤذن بانتهاء فترة مهمة من حياة الطالب وبدء فترة اهم أكثر خطورة وهي الدراسة الجامعية ومن الضروري استمراره رغم ما يعتريه من انتقادات محقه أحياناً وغير محقة أحياناً أخرى وعلى كل من يطلب الغاءه أن يتقدم بأي بديل أفضل. كل دول العالم عندها فحص عام شامل في نهاية الدراسة الثانوية مهما سمي فالألمان لهم امتحانهم كذلك الانجليز والأمريكان والفرنسيون ولا أعرف دولة في العالم ليس لديها امتحان لنهاية الدراسة الثانوية يجرون إصلاحات على امتحاناتهم ومناهجهم كلما بدى ذلك ضرورياً بعد أن يدعموا عملية التعليم والقائمين عليها. لم أرى أو اسمع أي ضجة تقام سنويا قبل امتحان التوجيهي او ما يعادله وأثناء انعقاده وبعد الانتهاء منه الا في بلدنا . فتصبح كل ام وأب ناقداً للتوجيهي ومحللاً تربوياً لأسئلة الامتحان صعوبة أو سهولة أو وضوحاً أو غموضاً حتى قبل ان تحلل نتائج الامتحان كما هو معروف بعد الانتهاء من أي امتحان نوعي.

وبعد اعلان النتائج الرسمي تقوم الدنيا ولا تقعد احتفالاً بالناجحين حتى أولئك الذين حصلوا على معدلات متدنية وقد تذهب ضحية الاحتفالات نفوس بريئة.

وبعد الاحتفالات تبدأ معركة البحث عن قبول الجامعات التي لا تعتمد على أي قاعدة علمية او قدرات تربوية وانما ما يطلبه الأباء والأمهات تحت ضغوط المجتمع التي أصابتها مظاهر الوجاهة والتقاليد ولم تتغير أولويات المجتمع منذ تقدمت انا شخصياً لآخر مترك عام 1960.

الكل يريد دراسة الطب أو الهندسة واذا تنازل الأهل فيريدون طب اسنان أو صيدلة. ورغم البطالة التي بدأت تظهر قبل 1986 كما تبين دراسةُ قام بها فريق يجمع كل الجهات أذكر منها وزارة الصحة، القطاع الخاص الطبي، نقابة الأطباء ووزارة العمل وممثلون عن المجتمع من غير الأطباء.

وكان أعضاء اللجنة الاستشارية لدراسة موضوع البطالة بين الأطباء هذا وهم:

- د. سميح أبو الراغب

- د. فتحي أبو عقاب

- د. عبد الله الخطيب

- د. صالح الخصاونة

- د. احمد سروجيه

- د. مصطفى الشناق

- د. كمال عابدين

- د. منصور العتوم

- د. عبد الرحمن القريوتي

- د. نبيه معمر

وكل هؤلاء ممن يشهد لهم بالمهنية والموضوعية وكانوا موضع احترام وتقدير. وبعد اجتماعات متعددة واتصالات مع كل من يهمه الأمر رفعت التوصيات الى الحكومة ونقابة الأطباء ونوقشت على صفحات الجرائد وشاشات التلفزة. وكانت تشير بوضوح الى أن البطالة بين الأطباء موجودة وظاهرة خطيرة.

وطلبنا بعد ظهورتوصيات الدراسة أن البطالة بشقيها المطلق والمقنع (الطب لعمل اقل من قدراته) من النقابة تأسيس صندوق البطالة صندوق يدعم غيرالعاملين من الأطباء بدعم من الحكومة ولكن النقابة "كان النقيب حين ذلك حسن خريس رحمه الله" ورفضت النقابة الاقتراح ولم تعمل النقابة ولا الحكومات المتتالية على تصويب الوضع.

ورغم ما جاء أعلاه تستمر المهزلة اليوم بطلب زيادة المقاعد المخصصة لدراسة الطب وتجد من ينساق وراء العواطف فيطلب المزيد متعامياً عن الواقع لتزداد البطالة رغم ان الأمور في العالم قد تغيرت فلم يعد الطب كما كان سابقاً.

فالعالم ليس بحاجة الى أطباء عاديين بل العالم بحاجة الى مبدعين في أي تخصص مهما كان وليس الطب الوحيد "الابداع في الطب نادر". ولا مستقبل الا للمبدعين بغض النظر عن التخصص.

تحتاج الى مبدعين في الفقه واللغة العربية ( التي تشوه باستمرار ) وتبتعد عن حياتنا اليومية أكثر من حاجتنا للأطباء والمهندسين.

ومن الجدير بالذكر انه منذ بداية القبول الموازي والدولي اصبح هذا القبول في اغلبه حكراً على طبقة الأغنياء والقادرين على الدفع على حساب الفقراء.

نحتاج الى مبدعين في الجغرافيا والكيمياء والرياضيات والعلوم التربوية وغيرها.

المصيبة التي نعانيها هو استمرار الوضع الحالي وإن لم نصحو ونسد هذه الثغرات المهمة، وإن لم نفعل ستكون كارثة حتمية قريباً. وكم سررت عندما اخذ وزير التعليم العالي د. عزمي محافظة قراراً موضوعياً هوجم من الشعبيون وأصحاب النظرة القصيرة وأصحاب المصلحة المؤقتة.

الراسبون في التوجيهي

ولكن ما اراه اكثر أهمية والحاحا وخطورة هو القسم الآخر من طلبتنا الذين لا يتجاوزون امتحان التوجيهي( الراسبون).

في القرن الماضي كان يتقدم للامتحان ما يقارب 100 الف طالب يرسب نصفهم في المحاولة الأولى ولنقل ان النصف الباقي يعاود الامتحان فينجح بطريقة ما ويرسب ربع المتقدمين وهم:

25 الف سنوياً لا نعرف مصيرهم او تتجاهل مصيرهم.

ومنذ بداية القرن الجديد زاد عدد الطلاب المتقدمين للتوجيهي حتى وصلوا بين 150- 200 الف طالب "التوجيهي الأردني وغيره".

ما عدا هذه السنة كانت نسبة النجاح دائماً 50% واستثناءً كانت النسبة لهذا العام 60% تقريبا.

وباعتبار أن 50% يرسبون أي تتراوح اعدادهم بين 25-50 ألف سنوياً فهذا رقم كبير وخطير ومخيف.

كتبت سابقاً للمسؤولين وذكرت ذلك وجاهة ولم اسمع جواباً واستمر الإهمال.

ان التوجيهي يقرر مصير الطلبة ليس فقط اكاديمياً وانما اجتماعياً الحياة العامة (من منكم يزوج ابنته لطالب رسب بالتوجيهي).

نعيش في بلد البطالة فيه متفشية فماذا يعمل الراسبون وهل عملنا دراسة اجتماعية وإقتصادية لمصير هؤلاء ، وماذا حل بهم رغم انني اعلم ان بعضهم قد أعاد التوجيهي ونجح ولكن تلك النسبة في أي حال لا تزيد عن 50% من الراسبين وملخص القول أنه في كل عام يرسب في التوجيهي رسوباً نهائياً 25 ألف اذ كان المتقدمين للتوجيهي 100 ألف الى 50 ألف عندما يكون المتقدمبن للتوجيهي ما يقارب 200 ألف من شبابنا ويكون مصيرهم غير آمن أو مجهول. لا أريد ان استطرد في التكهنات فهم المرشحون لكل ما يمكن ان يكون شراً الا من رحمه ربك.

أطالب كل مسؤول وعلى كل الجبهات حتى الجهات الأمنية ان تقوم مع غيرها بدراسة هذه الظاهرة. لكي لا نندم (ان لم نندم لحد الآن) على ما فاتنا.

وملخص القول:

1-الرجاء من الجميع التعقل والتبصر قبل أن نزيد أعداد القبولات دون النظر الى إمكانيات الجامعات على الاستيعاب في كل التخصصات ابتداءً من الطب وانتهاءً بغيره فالبطالة بانتظار الأغلبية منهم والبطالة في رأيي أخطر من الجهالة.

2- أن نعمل على تطوير امتحانات التوجيهي (وألف لا لإلغائه) ليتناسب الامتحان مع المناهج لا كتب التدريس.

3- الراسبون هم أبناؤنا فلا نستمر في تجاهل أمرهم والتعامي عن مستقبلهم.

سائلاً الله العلي القدير ان يلهمنا بعض الصواب وحسن الإدارة

والله من وراء القصد.






شارك الخبر
استطلاع الأراء
هل تؤيد رفع اسعار الدخان وفرض ضريبة ؟

3677 المؤيدين

3338 المعارضين

3072 المحايدين

محايد لا نعم