2024-04-27     عدد زوار الموقع: 3656795

التل يكتب: يهاجموننا من الخارج ..محمد حسن التل

يظهر بعضهم على وسائل إعلامية غير أردنية من خارج الحدود الوطنية ويوجهون سهام النقد الحادة بطريقة ظالمة إلى الأردن في ظهره، واتهامه بالاستبداد والسيطرة الكاملة على وسائل الإعلام، ويصفونه بالدولة غير الديمقراطية، وأن القوانين فيه تأتي دائما للحجر على آراء الناس وحرية التعبير بإغلاق باب النقد والأقفال الكبيرة، مرتزكزين هذه الأيام على رفضهم لقانون الجرائم الإلكترونية الذي جاءت به الحكومة لمجلس الأمة حماية للمجتمع الأردني من تغول الفوضى التي سادت الفضاء الإلكتروني وتحولت إلى كابوس ثقيل على صدور الأردنيين، وكان لابد أن تقوم الحكومة بواجبها وتمارس صلاحياتها الدستورية وتضع قانونا يمضي في الأطر الدستورية الشرعية .

وخضع القانون كما يعلم الجميع إلى نقاشات موسعة وعميقة وجرت عليه تعديلات عديدة، وبتوشيح الملك له بتوقيعه، فقد رفعت الأقلام وجفت الصحف، وبذلك يجب ينتهي النقاش الذي لا فائدة حول القانون وتبدأ عملية التموضع الذي يحدد للقانون طبيعته وشكله خصوصا بعد أن حسم الملك النقاش وأكد أنه الضامن لحرية الأردنيين في التعبير عن آرائهم بحرية تامة وأن هذا القانون لن يكون عائقا أمامهم ، وتأكيده ا أن القانون سيخضع للتقييم في المرحلة المقبلة وأن الإمكانية واردة لتعديله إن لزم الأمر.

ولكن لا يزال البعض يصر على النواح واللطم على الحريات في الاردن، زاعمين أن الأردن أصبح على القوائم السوداء حسب المقاييس الدولية وهذه مسرحية كما أشرت في مقالات سابقة أصبحت مكشوفة ومملة وباهتة ،متناسين أن دول العالم ليست عمياء ولا ترى كيف يمارس الأردنيون حريتهم بلا عائق أو مانع .

الأسوأ في الموضوع أن البعض استمرأ النجومية الزائفة من خلال الهجوم على الأردن كما ذكرت في الإعلام الخارجي، وهذا سلوك غير مهني وغير وطني رفضه الأردنيون دائما لأنه تنمر يسيء إلى سمعة البلاد، وهم يدركون جيدا أنهم يستطيعون أن يقولوا ما يريدون من داخل البلاد ولا أحد يتعرض لهم .

كنت في أحد السنوات ضمن وفد شعبي مكون من سياسيين وإعلاميين وصحفيين قام بزيارة إحدى الدول العربية وكان أحد أعضاء الوفد من المعارضين المعروفين، وفي إحدى اللقاءات تحدث الرجل عن الأردن بطريقة وطنية واضحة، ووصفه بأجمل الأوصاف وكيف يستطيع الأردنيون أن يمارسوا العمل السياسي ويعبروا عن أنفسهم بكامل حريتهم دون أن يحسبوا أن هناك عقاب أو انتقام، لأن الأردن فيه دولة متسامحة بنيت على الرحمة واحترام الإنسان بعيدا عن البوليسية، وعندما انتهى اللقاء وغادرنا قال له عضو آخر في الوفد كنت أتوقع أن تقول غير الذي قلته فرد عليه ذلك الشخص كيف تتوقع مني أن أهاجم بلدي من خارج الحدود، أنا مواطن أردني أولا وأخيرا وأرفض أن يساء إلى بلدي من أي طرف، أما عندما أعود لعمان فإنني أتحدث بحريتي وأنتقد ما أشاء من داخل البيت ولم أقل ذلك مجاملة لأحد، يا ليت هؤلاء الذين يمارسون هوايتهم بطعن الأردن من الخارج عبر وسائل إعلام تبث أمام الملايين يدركون المعنى العميق لقول هذا الرجل .

إن البيئة الاردنية المفتوحة على الهواء الطلق، توفر لكل الاردنيين حرية متكاملة ليقولوا ما يشاؤون وينتقدوا بحرية متى أرادوا دون أن بضطروا إلى اللجوء إلى ممارسة حريتهم من خارج الحدود لكن البعض يصر على قصف وطنه من الخارج لغاية اصبحت مفهومة عند جل الاردنيين.




شارك الخبر
استطلاع الأراء
هل تؤيد رفع اسعار الدخان وفرض ضريبة ؟

3677 المؤيدين

3338 المعارضين

3072 المحايدين

محايد لا نعم