2024-03-29     عدد زوار الموقع: 3461253

السوريون.. معركة توطين جديدة سميح المعايطة

رغم الجهد الكبير للقيادة الأردنية لإيجاد أبواب لتفكيك الأزمة السورية وجانبها الأهم لنا وهو عودة الأشقاء السوريين إلى بلادهم، ورغم الموقف الصلب للدولة الأردنية في رفض أي توجه فيما يتعلق باللاجئين السوريين، إلا أن معطيات الواقع السوري وعدم جدية النظام السوري وأيضا غياب القدرة والمصلحة في توفير أجواء العودة الطوعية والآمنة، وأيضا تحول سورية إلى بلد طارد لأهله المهاجرين بسبب الوضع الاقتصادي والقصة الأمنية الخاصة بكل سوري، وأيضا وجود الأردن ودول أخرى إلى دول جاذبة للسوريين، كل هذه العوامل تقول إننا على موعد طويل الأجل مع عودة حقيقية وملموسة للأشقاء.
ما نقوله لا يعني القبول أو الاستسلام لهذا الواقع، فلا الأردنيون الذين قدموا نموذجا محترما وأخلاقيا في علاقتهم بالأشقاء السوريين المهاجرين ولا الدولة سيقبلون إلا مبدأ العودة لكل سوري إلى بلده أو مغادرته إلى بلد ثالث.

لكن المعطيات التي نراها تجعلنا نحمل مخاوف من ضغوطات أو محاولة صناعة واقع تصنعه قوى دولية للذهاب إلى فكرة التوطين ولو الجزئي لنسبة من السوريين، وهي فكرة قد لا تأتي مباشرة لكنها عبر تدرج وخاصة أن فكرة توطين السوريين في الأردن لا تثير عند الأردنيين حساسية سياسية مثل توطين الفلسطينيين، لكنها تثير مخاوف اقتصادية واجتماعية.
قبل سنوات كانت محاولة المجتمع الدولي لإعطاء السوريين مساحة شرعية للعمل في الأردن ومنحهم تصاريح عمل مقابل امتيازات اقتصادية تقدم للأردن، وهذه الامتيازات لا ندري كم تمت الاستفادة منها؟ لكن تلك المرحلة كانت تحمل عملا وأمنيات دولية للتخلص من حالة اللجوء عبر الدمج المتدرج لهم في بلدان وجودهم ومنها الأردن.
تعاقب السنوات والعقود تصنع واقعا وخاصة أن أجيالا من السوريين سيولدون ويعيشون في الأردن ولم يعرفوا سورية، واليوم هنالك حوالي ربع مليون من أبناء اللاجئين السوريين ولدوا في الأردن منذ بداية الأزمة، والتزايد مستمر.



شارك الخبر
استطلاع الأراء
هل تؤيد رفع اسعار الدخان وفرض ضريبة ؟

3273 المؤيدين

2832 المعارضين

2559 المحايدين

محايد لا نعم