2024-04-25     عدد زوار الموقع: 3646689

"عاملي بلوك" .. التأثير النفسي لحظر التواصل د. محمد عبدالله اليخري

كثير ما نسمع جملة "حماتي مبلكاني"، "كِنتي عاملالي بلوك"، "زوج بنتي مبلكني"، "صورته عالواتس مش مبينه يعني مبلكني"، "شال خاصية اخر ظهور عني بس من تلفون امي مبين"، "شال خاصية الصحين الزرق" وغيرها من الجمل التي تدل على ان عملية الحظر قد تمت و"البلوك" قد حصل يعني بالمشرمحي "انت مبلك" او مش مرغوب بالحديث معك وعلى فكرة يمكن كمان مش انت السبب ممكن اللي عملك بلوك هو شخص ضعيف الشخصية وعديم الثقة ومتسلط وديكتاتوري يعني روق شوي واقرأ المقال للأخير بتفهم التأثيرات النفسية والتداعيات ويمكن تصير تشوف موضوع البلوك بطريقة مختلفة. خلص بكفي عامية بدي ابلش اكتب بطريقة علمية.

أصبح حظر الاتصال طريقة شائعة للتعامل مع النزاعات أو التفاعلات غير المرغوب فيها. ومع ذلك، فإن هذه الممارسة تحمل عواقب نفسية واجتماعية كبيرة، خاصة عندما تحدث ما بين العلاقات التي يتوجب ان لا يكون فيها حظر للتواصل مثل صاحب العمل والموظف، والصداقات، وحتى داخل ديناميكيات الأسرة. يهدف هذا المقال إلى تسليط الضوء على الآثار النفسية لحظر التواصل في هذه السياقات، مع التأكيد على أهمية الحوار البناء والطرق البديلة لحل النزاعات.

التأثير النفسي للحضر بين صاحب العمل والموظف: تعزيز عدم الثقة وفك الارتباط عندما يلجأ المدراء او أصحاب العمل إلى حظر الموظفين بعد جدال ساخن، فإنه يخلق صدعا فوريا في العلاقة المهنية. يمكن اعتبار الحظر عملا من أعمال القوة أو السيطرة أو حتى الانتقام. ويفسر بأنه أيضا طريقة لعقلية من قام بالحظر بأنها عقلية ديكتاتورية لا تسمح ولا تحب الانتقاد بكل أنواعه. أما بالنسبة للموظف، فإنه يولد مشاعر العزلة والرفض ويقوض إحساسهم بالقيمة والانتماء داخل مكان العمل.

يؤدي حظر الاتصال في هذا السيناريو (ما بين الموظف وصاحب العمل او المدير) إلى إعاقة الإنتاجية والتعاون. ويعطل تدفق المعلومات، ويعيق الحل الفعال للمشكلات، ويمنع نمو وتطور الموظفين ويولد الكراهية. ومن تأثيراته النفسية المباشرة، زيادة مستويات التوتر، وانخفاض الرضا الوظيفي، وانخفاض الولاء التنظيمي. علاوة على ذلك، قد يمتد التأثير النفسي إلى ما هو أبعد من الفرد المحظور، مما يؤثر على ديناميكيات الفريق والروح المعنوية العامة للفريق وعكس انطباع سلبي عن صاحب العمل او المدير.

الأصدقاء على خلاف: اتصالات مجزأة وجسور مهدومة:
اما بالنسبة للتأثير النفسي لحظر الاتصال ما بين الأصدقاء، يعني انهيار الثقة والاحترام المتبادل. عادة ما يقدم الأصدقاء الدعم النفسي والرفقة والاستقرار العاطفي. وعندما نقوم بحظرهم، فإننا نخلق حاجزا يمنع التواصل الصحي وحل المشكلات "وبطل في حدا يطبطب علينا" حتى لو كان مجاملا.

التأثير النفسي للصديق المحظور هو غالبا الشعور بالأذى والارتباك والخيانة. إن غياب الحوار المفتوح يحول دون فرصة التفاهم والمصالحة، مما يزيد من تأجيج المشاعر السلبية. نتيجة لذلك، قد يعاني الأفراد المصابون من مستويات عالية من القلق والوحدة وتضاؤل الشعور بقيمة الذات.

علاوة على ذلك، يمكن أن يكون لحظر التواصل بين الأصدقاء تأثير مضاعف، مما يؤثر على الدائرة الاجتماعية الأوسع ويؤدي إلى ديناميكيات المجموعة المتوترة. ويعزز ثقافة التجنب بدلا من معالجة النزاعات بشكل مباشر، مما يعوق النمو الشخصي ويعيق إمكانية إصلاح الصداقات وتعزيزها.

"حماتي مبلكاني"... الروابط الأسرية المتصدعة والعلاقات المتوترة:
إن منع الاتصال داخل ديناميكيات الأزواج والانساب والاصهار والعائلة له تأثير نفسي واجتماعي قوي. فعندما يحظر الزوجان بعضهما البعض أو أب وام الزوجة والاصهار والانساب زوج ابنتهم أو زوجة ابنهم أو الأخ لأخيه او أخته، فإن ذلك يزيد من حدة النزاعات القائمة ويخلق فراغا عاطفيا داخل هيكل الأسرة، قد تكون الأسباب هو كره هؤلاء لذلك المحظور او الانزعاج منه او من تصرفاته، وبالرغم من ذلك ومها كان السبب فإن الحظر او قطع طرق الاتصال هو تصرف منبوذ ويؤدي بطريقة مباشرة الى تزعزع وحدة الأسرة وإلى تعطيل السبب الأساسي للثقة والاحترام والدعم.

يولد حظر الاتصال مشاعر الرفض والعزلة ويغذي العداء وعدم الثقة والأمان الأسري والخيانة. وتمتد العواقب إلى ما هو أبعد من الأفراد المعنيين اذ قد يمتد التأثير على التماسك العام للأسرة، ورفاه الأطفال، والأجيال القادمة. ويشمل التأثير النفسي لحظر أفراد الأسرة زيادة التوتر وعدم الاستقرار العاطفي والعلاقات المتوترة بين افرادها. ويديم دورات السلبية وانعدام الثقة ويمكن أن يؤدي إلى نزاعات طويلة الأمد تقسم العائلات وتؤثر على الفتها ومودتها وتماسكها.

تعزيز التواصل الصحي والايجابي والفعال والطريق لعلاج المشاكل:
إن إدراك الآثار النفسية لحظر التواصل أمر ضروري لتعزيز العلاقات الصحية وحل النزاعات بشكل بناء. وينبغي البحث عن نُهج بديلة لسد الفجوات وتعزيز الحوار المفتوح.
يمكن أن يؤدي تشجيع الاستماع الفعال والتعاطف والاحترام المتبادل داخل ديناميكيات مكان العمل إلى تعزيز التفاهم وتسهيل حل النزاعات وزيادة الإنتاجية وتعزيز مبدأ الولاء والانتماء للشركة. ويمكن أن يساعد تنفيذ عمليات الوساطة أو طلب التوجيه من متخصصي الموارد البشرية في معالجة الاختلافات وتسويتها بطريقة عادلة ونزيهة دونما الحاجة الى حظر التواصل.

اما ما بين الأصدقاء، يعد تعزيز بيئة من التواصل المفتوح واحترام وجهات النظر الفردية أمرا بالغ الأهمية. إن تشجيع الأصدقاء على الانخراط في محادثات صادقة، والسعي إلى التفاهم، وحل النزاعات مباشرة يمكن أن يمنع الحاجة إلى حظر الاتصالات القيمة والحفاظ عليها.

اما بين الأسر، فمن الضروري إعطاء الأولوية لقنوات الاتصال الصحية وإذا ما حصل أي خلاف فلا يجب ان يقطع هذا الخلاف المودة بينهم. إن تشجيع أفراد الأسرة على الانخراط في محادثات منتظمة، والتعبير عن المشاعر بشكل بناء وصريح وإيجاد حل لها وطلب المساعدة المهنية عند الحاجة يمكن أن يساعد في إصلاح وتقوية الروابط الأسرية.

خلاصة الموضوع، انه ولا شك فيه ان حظر الاتصال قد يبدو حلا مؤقتا للنزاعات، إلا أن آثاره النفسية يمكن أن تكون طويلة الأمد وضارة بالعلاقات. سواء في الديناميكيات والعلاقات بين صاحب العمل والموظف أو الصداقات أو العلاقات الأسرية، فإن الحظر حتما يخلق الانقسامات ويؤدي إلى تآكل الثقة وتعزيز الاضطراب العاطفي. من خلال تعزيز الحوار المفتوح والتعاطف والأساليب البديلة لحل النزاعات، يمكننا سد الانقسامات واستعادة الثقة وتنمية روابط أكثر صحة وإرضاء في حياتنا الشخصية والمهنية.



شارك الخبر

استطلاع الأراء
هل تؤيد رفع اسعار الدخان وفرض ضريبة ؟

3609 المؤيدين

3167 المعارضين

3001 المحايدين

محايد لا نعم