2024-03-29     عدد زوار الموقع: 3459907

نبت شيطاني لا مكان له جهاد المنسي

عندما ذهبت الحكومة لتوقيع اتفاقية وادي عربة التي أرفضها جملة وتفصيلا؛ كما أرفض اتفاقيتي اوسلو وكامب ديفيد، عند توقيع وادي عربة ذهب المنظرون للقول ان الاتفاقية من شأنها وضع حد للتطرف الصهيوني واطماعه، وتخفف من الضغط على الاشقاء الفلسطينيين، وغيرها من مبررات واهية، سقطت بعض المبررات فورا بحكم أطماع الاستعمار الصهيوني، وتلاشت مفاعيل بعض التبريرات مع مرور الوقت، فباتت الاتفاقية عند الاستعمار الصهيوني حبرا على ورق لا قيمة لها، واصبحت بنود الاتفاقية ملزمة فقط للجانب الأردني دون اي التزام من قبل الطرف الآخر.
من نتائج الاتفاقية زرع الكيان في رابيتنا بعمان سفارته، وكسب اعتراف به من قبل حكومات متعاقبة من خلال اقامة علاقات معه وإرسال سفير أردني إلى تل ابيب المحتلة، بالمقابل تنكر الاستعمار الاسرائيلي لحصتنا من مياه طبريا وروافد نهر الأردن المنهوبة من قبله، وفي اوقات معينة عندما زودنا بجزء من حصتنا ضخ لنا مياها ملوثة، ألا تذكرون عندما فعل ذلك؟، وقبل ان يقول قائل انه زودنا بمياه خلال العام الماضي فإنه يتوجب عدم نسيان اننا اشترينا غازا منهوبا من الارض الفلسطينية المحتلة، وانه وجدنا ملاذا عندما اغلقت كل المنافذ امامه لبيع غازه، فباغتها غازا مسروقا بأسعار تفوق السعر العالمي.
والكيان ايضا يتنكر يوميا للوصاية الهاشمية الدينية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، ويعيث يوميا فسادا في الاقصى وساحاته، وكنيسة القيامة وجنباتها، ولا تهتز لوزرائه شعرة عندما يقتحمون الأقصى، ويعتدي قطعان المستوطنين على حراس الاقصى التابعين لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الاردنية.
وايضا لم تنجح التبريرات التي قبلت بأن اقامة العلاقات من شأنها التخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني، فبعد اتفاقيتي وادي عربة واوسلو اقام الاستعمار الإسرائيلي جدار عزل عنصريا فاشيا، وتوسع في بناء المستعمرات واقتلاع الارض من اصحابها وقتل الاطفال والنساء والشيوخ واعتقال الشباب، ورغم الموقف الأردني الرافض لكل تلك السياسات الا انه لم يأخذ ذلك يعين الاعتبار، بل ان قادة الاستعمار الاسرائيلي يتعمدون يوميا استفزاز الأردن حكومة وشعبا بتصريحات سلبية ومواقف لا تعكس حرص على اتفاقية وادي عربة.
نهاية الأثاثي كانت تصريحات وزير عامل في هذا الاستعمار تتعرض للسيادة الاردنية وتدعي ان الاردن وفلسطين يمثلان دولة اسرائيل المزعومة، وهو موقف لا يضر باتفاقية وادي عربة بل يكشف عن عقلية استعمارية اسرائيلية حاقدة، وتعني نهاية اتفاقيات السلام، وبالتالي فإن الرد الحكومي يجب ان يكون اكبر واشدد، إذ لا يكفي استدعاء سفير الاستعمار الاسرائيلي والاحتجاج لديه، وانما كان يتوجب فورا الاعلان عن قطع العلاقات مع هذا الكيان الاستعماري، وطرد سفيره من رابية عمان واستدعاء سفيرنا من تل ابيب المحتلة، واجزم كما يجزم جميع الأردنيين من مختلف تلاوينهم ومشاربهم الفكرية ان قطع العلاقات مع الاستعمار الصهيوني بات من الضرورات.
نعم، شعبيا ونيابيا فإن هذا الاستعمار مرفوض، وانا شخصيا اؤيد ان يصوت مجلس النواب في كل دورة نيابية على التوصية للحكومة بقطع العلاقات، اذ ان ذلك يعني لديهم ولدى العالم اجمع أن 30 عاما من اتفاقية وادي عربة لم تستطع ان تقنع الشعب الاردني بها، وان الاستعمار الصهيوني لن يكون له وجود بين ظهرانينا ابدا مهما حصل، وان توصية البرلمان وان كان البعض يراها غير ملزمة ولكنها تعبر عن موقف شعبي واضح ضد التطبيع.
فبعد 30 سنة وبعد 300 سنة لن يجد الاستعمار الصهيوني له مكان في المنطقة وسيبقى نبتا شيطانيا غريبا زرع بيننا وسيزول طال الزمن او قصر، وستبقى عقيدة الشعب الأردني تؤمن ان العدو الأول لها هذا الكيان الاستعماري وستبقى أصابع أبنائنا واطفالنا وشيوخنا وشبابنا تشير نحو الأقصى.




شارك الخبر
استطلاع الأراء
هل تؤيد رفع اسعار الدخان وفرض ضريبة ؟

3271 المؤيدين

2831 المعارضين

2558 المحايدين

محايد لا نعم