2024-04-20     عدد زوار الموقع: 3605794

جشع مقيت في أسوأ توقيت فايز الفايز

لم يكن شهر رمضان الفضيل الذي حلّ علينا منذ ثلاثة أيام، يأكلن من أعمارنا، كما كان في سنوات سابقة وبعيدة، وعلى مرّ العصور والدهور وتقالب الأزمان لم يكن شهر رمضان مرتبطاً بالطعام، ولا التهافت على الأكل، حتى بداية التسعينات من قرننا الماضي، تغير كل شيء فينا، لم نعد نحن الذين كنا على أعلى مراتب العطف والإيثار، ولسنا نحن أولئك الذين يؤثرون ويحرصون على تفقد العائلات الفقيرة والمعدمة أحيانا، حتى أن ما تسمى «موائد رمضان» كانت في مضافّات ودواويّن يحرص أهلونا السابقون على مشاركة الفقراء ومن تقطعت بهم السبل كي تحل ال?ركة، فأين البركة اليوم؟

خير ما حصل حقيقة، خصوصا في عمّان، أن السفارات والمؤسسات الخاصة، والجمعيات لغايات الجمع، أنها توقفت عن تسليع لقمة فقير أو أحدهم ممن أدركه وقت الإفطار، أو ممن يوزعون طرود الغذاء على المحتاجين كي يسجلوا مواقفاً لغايات لا نفهمها، بينما الأصل في هذا أن تكون العلاقة أرقى وأعلى شأناً من انتقاص قيمة المحتاج، ولكن يصّر البعض الذي ليس له رابط بفلسفة الشهر الفضيل، على انتهاك جوع الفقير المزمن، وليس هذا فقط في رمضان، بل يجب البناء على استراتيجية متوسطة لتوفير الغذاء لأولئك المعوزين.

في المقابل، نترك بضعة نفرّ ممن يتحكمون بأسعار الأغذية والمواد التي يحتاجها المستهلك، ولا يكاد شهر رمضان يتنفس بعطره علينا حتى تلعب أصابع أولئك التجار الذين لهم حق الربح العادل، ولكن أن تقفز الأسعار بما يحرم بعض المواطنين من النظر الى أبسط الحاجيات، لنرى كيف قفزت الحمضيات والخضراوات والبقوليات وأنواع الأرز والحليب والزيوت وسلسلة إمداد مخبأة لهذا الشهر من لحوم ودواجن وغيرها، ومع ذلك لا نفهم لماذا يحدث ذلك غير الشجع طبعا تحت صمت مريب !

نعيش اليوم ظلال الشهر الفضيل، ونصومه، أو بعضنا، كمسلمين، وكذلك إخوتنا المسيحيين هم على صيامهم في توأمة قد تندر بناءً على مطالع البروج في سنوات قادمة، ولكن الجميع هنا متآلفين ينتظرون مأكولات مخصصة في هذا الشهر وعند الطرفين، أو قد لا يهمنا أكل ولا شربّ، ومع هذا نرى أواصر قربى الرغبات تجعل منا شعبا متآخا متلاحما متكاتفا، يدعون الى سبيل ربهم بالحكمة، ولهذا يجب أن نتصدى للتجار السحت.

قد لا يكفي سرية المدافعين عن البنوك الذين يأتمرون بأمر البعض، كي لا يسهلوا على المقترضين تأجيل قسط واحد من قروضهم لتوفير سيولة لعائلاتهم، لينخرطوا في ماراثون تسليع المواطن الكادح أو الموظف المتهالك من حيتان سوق الخضار وتجار المواد الغذائية واللحوم، ولكن يكفينا إثم أن التجار في الدول التي تتشد في تطبيق القوانين لا يجرؤون على المساس بالمواد الغذائية والأساسية في مواسم الأعياد، بل يصنعون البهجة في نفوس الكبار قبل الصغار، فيما المواطن لم يعد يصبر على مّن و منّ، في سوق يسيطر فيها البعض على الرعية برمتها، ثم لا ?تم ردعهم، وهذا ما يستلزم قطع الأيدي.



شارك الخبر
استطلاع الأراء
هل تؤيد رفع اسعار الدخان وفرض ضريبة ؟

3399 المؤيدين

2959 المعارضين

2791 المحايدين

محايد لا نعم