2024-03-29     عدد زوار الموقع: 3461067

تطرف ديني وسياسي مقزز وعنصرية مقيتة

«لا يوجد شيء إسمه شعب فلسطيني، إنهم يخترعون شعبًا وهميًا، ويعملون من أجل حقوق وهمّية في أرض إسرائيل لمجرد محاربة «الحركة الصهيونية»، هذه هي الحقيقة التاريخية، هذه هي الحقيقة الكتابية، هذه هي الحقيقة ولا نهاية لها، هذه الحقيقة يجب أن يسمعها العرب في أرض «إسرائيل»، والحقيقة يجب أن يسمعها بعض اليهود المرتبكين قليلاً في دولة إسرائيل وفي واشنطن وفي الإليزيه»،،، هذه الجوارح المملوءة بالقيء العنصري خرجت من فم الوزير المعتوه دينياً والمنبوذ داخلياً، وزير المالية للكيان العبري سموترتيش الذي جاء الى حكومة نتنياهو بص?قة قذرة، ويحتاج تنظيف فمه الى كيس كبير من ورق التواليت.

بالطبع ليست هذه المرة الأولى التي يدعي فيها الصهاينة أن لا حق للفلسطينيين بأي أرض على تراب وطنهم البالغ عمره ألفي عام، وتقالبت عليه جيوش الزحف البربري من كل صوب وحدب عبر التاريخ، وتم تحرير أرضه المقدسة قبل ألف وأربعمئة عام، وبقي سكانه العرب من المسلمين والمسيحيين على عهدهم لا يطردون أحداً ولا يُطردون، حتى جاءت أفواج اليهود المشردين من أوروبا بعد الحرب العالمية الأولى وتسلل من قبلهم بموافقة العثمانيين المتأخرين، ولذلك قالتها غولدمائير يوماً: ليس هناك شعب إسمه فلسطيني.

ما جاء به سموتيرتش ليس مفاجئاً، حينما اعتلى المنصة وقد ظهرت خارطة فلسطين كلها وضمت الأردن أيضاً، بل إن الشعار القديم للصهيوني المقبور «زئيف جابوتنسكي» الذي اتخذ شعارً له عبر خريطة تضم فضلا عن فلسطين التاريخية والأردن الى الجانب الشرقي منذ وطئت قدماه أرض فلسطين، تلك أحلام تراود الكثير من يهود الشرق أوروبي المنخرطون في مشروع الجدار الحديدي، و كما يرى زعماء الأحقاد العنصرية في الكيان الصهيوني أنهم ينفذون إرادة الرب، لا نعلم عن أي رب يتحدثون، لتطهير أرض فلسطين من أهلها عاجلاً أو آجلاً، فنحن أمام حقيقة واقعة أن?لا سلام حقيقي يمكنه الصمود حتى لو أفنى الجيش الإسرائيلي غالبية الشعب الفلسطيني الأعزل، بل سيخرج الأطفال الأبطال لملاقاة الجبابرة الدكتاتوريين.

هنا نرى كيف للأردن أن يقف موقفاً رائعاً للتصدي لخرافات أعضاءً مأفونين في حكومة نتنياهو، وأي حكومة غيرها، وبعد كل ما قد حصل على منصة سموتيرتش التي ألقى عبرها خطاباً ثورياً لتكريم ذكرى المقبور » جاك كوبفر» الصهويني الليكودي وعضو المنظمة الصهيونية العالمية، وكيف سيتم معالجة أي مساس بإسم الأردن شعباً ونظاماً، وهذا ما يتطلب ردة عنيفة تعيد قطع العلاقات مع حكومة نتنياهو الذي يخون العهود المرة تلو الأخرى في مسعاه لإبقاء سموتريتش وبن غفير وغيرهم من أعضاء الكنيست.

لقد فعلها جلالة الملك من قبل، وأمر بقطع العلاقات مع نتنياهو، وتدخل العديد من الوسطاء لإعادة الجلوس على الطاولة، ومع كل المحاولات أفشل الملك خطط نتنياهو للاستحواذ على اتفاقيات سياسية مع عدد من الدول حولنا، ومنع طائرته من عبور الأجواء الأردنية، و لا تزال ذكرى معركة الكرامة عابقة بدم شهدائها الأبرار، الذين سطروا ملاحم النصر ضد عدو ظن أن هذه الأرض طائعة لهم، و رغم التنديد من دول عربية وأجنبية لتصريحات المأفون، ووضع خارطة فلسطين والأردن باللون الأزرق، فإن القضية لن تنتهي بمجرد اعتذار، بل لا يزال هناك تهديد بالإ?تقام من قبل الصهاينة المتعصبين ضد العرب الفلسطينيين في حوارة وغيرها من المدن الفلسطينية.

الأردن ليس مزرعة خلفية تشعل حكومات تل أبيب النار فيها، فرغم أن تلك الدولة المارقة تمتلك قدرات قتالية من جميع أصناف الأسلحة أرضاً وجواً، فإن في الأردن شعباً وسكاناً يتعطشون للقاء معركة تحق الحق وتبطل الباطل، وهذا يستدعي الشعب العربي من المحيط الى الخليج أن يستيقظوا، كي لا تبلعهم الأفواه الصهيونية، فمهما تقدموا خطوة الى تل أبيب سيدركون بعد فوات الآوان أنهم ابتلعوا طعماً لا يمكنهم علاجه، فكل من في حكومة تل أبيب اليوم هم جابوتنسكي وأحفاده.

وسيبقى الأردن قلعة صمود للشعب الفلسطيني وحامياً لمقدساتنا على أرض فلسطين الطاهرة ورئة تبعث الحياة لشعبنا هناك، ولن تتحقق نبوءة سموتيرتش وبن غفير ومن لف لفهم، وسيدفنون جثثاً هامدة كما دُفن من قبلهم على أرض فلسطين وسيبقى الشعب الفلسطيني رماحاً في صدورهم، أما الأردن ففيه النبوءة للحشد والرباط، و ستتشظى حكوماتهم في حرب داخلية، وبأسهم بينهم شديد.



شارك الخبر
استطلاع الأراء
هل تؤيد رفع اسعار الدخان وفرض ضريبة ؟

3273 المؤيدين

2832 المعارضين

2558 المحايدين

محايد لا نعم