2024-04-26     عدد زوار الموقع: 3649141

لماذا الوفاءُ والبيعةُ ؟ علي سلامة الخالدي

الوفاءُ هو احتفاءُ الأوطانِ العريقةِ بعُظمائِها وملوكِها وبُناةُ مجدِها، تُؤرِّخُ لهم وتذكرهم بما يستحقونَ من الفضلِ وردّ الجميل، المحنُ كانت سببَ عظمة الملك الراحل الحسين بن طلال رحمة الله عليه، حظيَ بإعجابِ العالمِ، نالَ تقديرَ الشعوبِ، نموذجاً للقائد الشجاعِ، مطراً هادئاً خالياً من الشوائبِ، ملك المهامّ الصعبةِ، قائدُ الأوقاتِ العصيبةِ، سنداً في وقت الشدائدِ.

استخلف بعده قائداً وزعيماً وطنياً هاشمياً، حقق إنجازاً تاريخياً عندما أنقذ بلاده من الدمارِ خلالَ الخريفِ العربيِّ، يرى ما لا يراهُ الآخرينَ، يسبقُ الرَّكبَ ولا يتبعُ الرَّكب، يتقاسم معاناةَ شعبهِ، بايعناهُ وعاهدناهُ على السمعِ والطاعة، وتنفيذ ما يأمر به وتركِ ما ينهى عنه، في المنشط والمكره، في اليسر والعسر، وأن لا نُنازعَ الأمرَ أهلهُ، بدأت البيعة بالنُخَب الوطنيَّةِ من الأعيانِ والنوّابِ والعلماءِ والمفكرينَ وقادةِ الرأيِ ورجالاتِ الأمةِ، وهذا يُلزم المواطنينَ وعامةَ الشعبِ بالحجّة والدليلِ على السمعِ والطَّاعةِ، والمشاركة في المنظومةِ السياسيةِ لتعزيزِ الشرعيةِ الدينيةِ والتاريخيةِ والسياسيةِ للهاشميين.

البيعةُ لها معاييرٌ دقيقةٌ ترسمُ العلاقةَ بين الحاكمِ والمحكومِ، بين الملكِ والمواطنِ، بين الكبيرِ والصغيرِ، تُعَرِّجُ على حقوقِ المواطنةِ وواجباتها، تدفعُ الضررَ، تُقيمُ العدلَ، تُعزِّزُ الأمنَ والاستقرار، تحمي المكتسبات، تقضي على الفتنِ والقلاقلِ، فأصبحَ الأردنّ ملجأً لكلِّ ملهوفٍ ومأوىً لكلِّ خائفٍ، فحقَّقَ الأردنَّ ازدهاراً سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً في جغرافيا شحّت فيها الموارد.

إنَّ ما يقومُ به خوارجُ العصرِ والجماعاتِ المتطرفة والأحزاب المتشددة من مبايعةِ خليفةٍ أو تعيينِ أميرٍ، ما هي إلا خروجٌ على الطاعة ومفارقةً للجماعةِ، فمن ماتَ منهم مات ميتة جاهِليَّةً، لا نعلمُ أعظم غدراً من رجلٍ يُبايِع ثم يُضمرُ القتال والغدرِ ونك العهدِ، تلك جماعاتٌ تقودهم الكراهية والعصبيّة، يستحقون الزَّجر والمقت، رحمَ الله بناةَ هذا الوطن وحمى الله قائده ووليّ عهده الأمين.




شارك الخبر

استطلاع الأراء
هل تؤيد رفع اسعار الدخان وفرض ضريبة ؟

3625 المؤيدين

3282 المعارضين

3017 المحايدين

محايد لا نعم