إنقاذ الكيان الإسرائيلي !! محمد داودية

دعا الرئيس ترامب في منشور له على المنصة التي أنشأها سنة 2022 «تروث سوشيال» إلى إلغاء محاكمة نتنياهو أو منحه عفوًا !!
وأضاف: «الولايات المتحدة أنقذت إسرائيل، والآن ستنقذ بيبي» قاصدًا نتنياهو !!
وطلب العفو هذا، هو ما دعا إليه الرئيس ترامب مجددًا في كلمته الماراثونية بالكنيست !!
كل رئيس أميركي قدّم طوفَ نجاة للكيان الإسرائيلي، أنقده من الغرق والذل والهزيمة !!
في هذه صدق الرئيس ترامب !! فقد أنقذت الولايات المتحدة الأميركية الكيان الإسرائيلي، مرارًا وتكرارًا !!
«الكيان» ليس على ما هو معلنٍ من قوة قاهرة قادرة على هزيمة جيوش الأمة العربية.
لقد هشمه الجيش العربي الأردني في معركة الكرامة العظيمة عام 1968. يومذاك ظل العدو الصهيوني يجأر ويصيح وهو يطلب وقف إطلاق النار، الذي أبى الملك الحسين ان يوافق عليه إلا بعد انسحاب آخر جندي إسرائيلي من الأرض العربية الأردنية.
وهشمه الجيشان العربيان المصري والسوري في حرب تشرين عام 1973، التي شهدت العبور المصري العسكري الإعجازي لقناة السويس، ضمن خطة خداع استراتيجية كبرى، ومعركة مداهمة استراتيجية مطلقة، حطمت خط بارليف في سويعات قليلة.
كانت حرب تشرين 1973، «يوم الفشل الإسرائيلي التام» حسب تعبير الجنرال موشي ديان !!
وقد أجهشت غولدا مائير رئيسة وزراء الكيان الإسرائيلي بالبكاء، عندما بدأ الجسر الجوي العسكري الأميركي في التدفق عبر مطار بن غوريون على مدار 33 يومًا اعتبارًا من 13 تشرين الأول حتى 14 تشرين الثاني 1973.
لقد منحت تلك الإمدادات الأميركية قبلة الحياة للكيان الإسرائيلي !!
ظل الكيان منذ نشأته ينعم بحماية غربية على شكل فيتو. وظلت «برابيش» التغذية الغربية، تضخ في عروقه تعويضات، ومساعدات اقتصادية، ومالية، وإمدادات عسكرية، وعون أمني واستخباري وتقني، وامتيازات تجارية، وتبرعات سنوية مليارية.
كما نَعِم الكيانُ الإسرائيلي، كيان المذابح وجرائم الإبادة والتجويع الجماعية، بحماية غربية هائلة حققت له أحد ابرز أسرار نجاته: «الإفلات من العقاب» وتفادي المقاطعة التي أسقطت «شق التوم» البغيض الآخر، نظام الأبارتايد والتمييز العرقي العنصري في جمهورية جنوب أفريقيا.