2024-11-21     عدد زوار الموقع: 5022264

أوقفوا حوادث السير عبد الحافظ الهروط

قدر الأردن أن يكون في موقع جغرافي تشتعل حوله الحروب بجميع أشكالها، سياسية واقتصادية واجتماعية، حروب أشعلها العدو الصهيوني، بداية، وحروب مناطقية وإقليمية، تلد فيها الحرب حربًا وحروبًا، حتى إذا ما التقط الأردن أنفاسه، هبت حرب هنا، وحرب هناك، وجميعها قال عنها الشهيد الأردني العروبي، وصفي التل، رحمه الله: «الأردن ولد في النار، ولكنه لن يحترق».

وبعيدًا عن جميع هذه الحروب، ومآسيها وآثارها السياسية والاقتصادية على الأردنيين الذين يقبضون على الجمر، في الداخل، يدركون تبعاتها المتعبة لهم وعلى أبنائهم ومستقبل أجيالهم، فإن الأردن ومنذ عقود طويلة، يخوض حربًا: «إنها حرب حوادث السير».

هذه الحرب الضروس التي نتعايش معها ساعة بساعة، بين قتيل وجريح ومعاق، حرب لم تعد كل الإرشادات والمواعظ والعقوبات والغرامات توقفها يومًا واحدًا.

حرب، وقودها الناس على اختلاف فئاتهم العمرية، أفرادًا وجماعات، ويزداد عدد الضحايا مع ازدياد أعداد السيارات وتزايد السرعات وعدم الاكتراث بقواعد السير وآدابه، إن لم يكن الجهل بها.

هذه حرب، الشركاء في إطفائها، أو الحد منها، المجتمع والمؤسسات المعنية وفي مقدمتها دائرة السير والأجهزة الأمنية، وليس فقط جهاز الأمن العام، ذلك أن السائق، إما أن يكون إنسانًا غير مبالٍ وهو يقف وراء المقود، أي في حالة طيش واستهتار بأرواح الضحايا، أو تحت تأثير كحول أو مخدر، أو أنه في حالة نفسية ويعاني من مرض ما، وكلها يعرف بها ذووه، ولكنهم يصمتون أو يخفون عن تلك الأجهزة ما يعانيه أبناؤهم.

والأمر الآخر، في سبب هذه الكوارث، هو البنية التحتية واللوجستية، فالشوارع في جميع أنحاء المملكة تحتاج إلى تأهيلها من جديد، وأن على البلديات وأمانة عمان وكذلك وزارة الأشغال، مسؤولية التعبيد والصيانة المستدامة، ومعالجة المطبات العشوائية بعمل هندسي وطلائها، ومعالجة الحفر، مثلما المطلوب من دائرة السير وضع الشواخص الكافية في الأماكن المزدحمة بالحركة، وعدم الاكتفاء بوضع الكاميرات، والتنقل بالرادارات للحد من السرعة الزائدة.

مؤلم للنفس، أن تنقل وسائل الإعلام هذه الأعداد من الحوادث والضحايا، وكلما صحونا في صباح، كانت هواتفنا تفجعنا برحيل قريب وصديق، وشباب في زهرة العمر.

(الرأي)



شارك الخبر

استطلاع الأراء
هل تؤيد رفع اسعار الدخان وفرض ضريبة ؟

6077 المؤيدين

5564 المعارضين

5620 المحايدين

محايد لا نعم