الأردنيون يقدرون سميح المعايطة
المراحل العادية وغير العادية التي يمر بها الأردن ويقدم فيها أي مسؤول تنفيذي اداء قويا وصادقا تجد فيها تقديرا من الاردنيين او فئات واسعة منهم لهذا الأداء، بل ان الاردني يكون سعيدا بوجود مسؤولين في بلده على مستوى عال من القوة في الأداء وصدق في التعبير وجندية في خدمة موقف الاردن، فالناس عامة باستثناء البعض من المتشائمين جدا او من لديهم مواقف مسبقة تحب بل وتفخر بأي أداء وطني أيا كان نوعه.
وحتى ونحن نعلم ان هناك في بعض اوساط الرأي العام لامبالاة او احباط من بعض المسارات، إلا أن الأداء القوي والنوعي وخاصة في الازمات والمراحل القلقة يساهم في تخفيف الظواهر السلبية، لكن إن بقي المسؤول التنفيذي مسترخيا متواريا عن الناس وعن تقديم واجبه وخدمة مواقف الدولة فمن الطبيعي ان تكون المراحل الصعبة عاملا في تعزيز السلبية.
والمسؤول في بلادنا لا يأتي وزيرا او رئيس وزراء بالانتخاب، وعينه ليست على الناخبين والصندوق وهذا يعطيه مساحة من العمل الهادئ البعيد عن الانفعال او البحث عن رضى الناخب، لكن عليه عبئا من نوع آخر وهو المحافظة على الروابط القوية للاردني بمؤسسات الدولة وليس بشخصه، وهذا يفرض عليه ان يكون بحجم مكانه وموقعه وان يدرك ان واجبه ليس تمرير السنوات والشهور حتى يغادر الموقع بل ترك بصمة ايجابية وان يخدم الدولة بتعزيز روابط المواطن بمؤسساتها.
الناس في بلادنا تقدر الأداء الايجابي، فنحن في مرحلة العدوان على غزة شهدنا اداء رفيعا وصادقا من بعض المسؤولين التنفيذيين مثل وزارة الخارجية ووزيرها ومؤسسات اخرى شعر معه كل منصف ان هناك من يحمل موقف الدولة الذي يجسده موقف الملك وتحركاته وسعيه الصادق لمساعدة الفلسطينيين، وقدر الناس لمن عمل بجد واجتهاد وعبر عن موقف كل الاردنيين تجاه قضية لم تكن يوما الا قضيتنا جميعا، فالمنصفون يقدرون لمن يعمل عمله وجهده وصدقه، وفي ذات الوقت فإن من كانوا اقل من مستوى الحدث وتعاملوا بتردد في حمل موقف الدولة وربما لم تسعفهم قدراتهم بفعل ما يجب هؤلاء سجل الناس عليهم غيابهم او غياب قدراتهم.
في كل دول العالم تحب الشعوب القيادات القوية صاحبة الحضور، لكن المشكلة تكون احيانا كثيرة في من لا يملك القدرة على اقناع الناس بانه موجود او ان لديه شيئا يقدمه.
تحية لكل من قدم ويقدم وخدم موقف الدولة المشرف ولكل من ساهم في التعامل الايجابي مع هذه المرحلة الصعبة التي نتمنى ان يتوقف فيها العدوان الاسرائيلي على أهلنا في الضفة والقطاع.