2025-12-03     عدد زوار الموقع: 6185564

الذكاء الصناعي

ابراهيم عبد المجيد القيسي

على الرغم من أن الموضوع تكنولوجي صناعي، تتنافس فيه كبرى اقتصادات وعقول العالم، وعلى الرغم من أنني أنتمي لأمة عربية واحدة «ما إلها دخل» بالتكنولوجيا والعلم، إلا أن أفكارا تراودني عاصفة بالاستنتاجات التي لا أستبعدها، حين نتحدث عن «سيستم كمبيوتر»، وفكرة الذكاء الصناعي، من بين الأفكار التي تشغلني قليلا، كلما أثير موضوع «المخاوف» من «انفجار الذكاء الصناعي»، وهذه حالة متوقعة يتحدث عنها كثيرون «إلهم دخل» حول العالم، وبعضهم يتوقع هذا الانفجار بحلول العام 2027، وهو مصطلح يطلق على قيادة الذكاء الصناعي لنفسه، والتطوير على نفسه، إلى درجة التحكم الذاتي بكل شيء، وسيقود إلى تسارع كبير في نمو وسيطرة الذكاء الصناعي على الأعمال والتفاعل البشري، على شكل لا يمكن ولا يملك للبشر تتبعه..
أمس الأول؛ قرأت موضوعا قيل بأنه يمثل إجابة لل شات جي بي تي، حين سأله «أردني جنوبي» عن رأيه لو تم بناء المدينة «النموذجية» التي تواردت أخبار بشأنها، بأنها سيتم إنشاؤها في منطقة «عمره» على الحد الجنوبي للعاصمة عمان، ولو كانت حقا هذه إجاب الشات جي بي تي، فأمر التخوفات من الذكاء الصناعي، جاد، وحقيقي، وخطير على النظام العالمي الحالي.. فإجابة الشات جي بي تي حول بناء عمره في الجنوب الأردني الفقير «نموذجية» ومنطقية، وفيها أسباب منطقية كثيرة مقنعة لبناء تلك المدينة في الجنوب الأردني، وعلى الرغم من انحيازي للجنوب وأمنيتي أن يتقدم تنمويا، إلا أن ما استوقفني «المنطق والعقلانية» التي تضمنتها إجابة الشات جي بي تي، فهي إجابة من نوع قاعدة «لا يصح إلا الصحيح»، وهذه القاعدة نعرفها، وهي الفكرة الأولى التي تضمنها القرآن الكريم الصالح لإدارة حياة البشر وتعمير الأرض.. 
ولأنني أدرك تماما بأن القرآن الكريم كله منطق «بالنسبة لفهمي شخصيا وإيماني بالطبع»، وأنه كتاب صالح لكل زمان ومكان، وجاء متفقا مع فطرة البشر، وفيه منطق وعدالة وإدارة من كل الأشكال والنماذج.. من أجل هذا كله، تبدو فكرة أن تقوم برمجيات الذكاء الصناعي بنفسها، بتطوير نفسها، لتحافظ على المنطق وحقوق البشر والعدالة، فهي بالنهاية ستقود للمنطق والعدالة والقوانين..
يعني مثلا: سيكتشف الذكاء الصناعي بنفسه أن «الربا» لا يخدم البشر والفقراء، وسيدير مال العالم على طريقة البنوك التي تمتنع عن التعامل بالفوائد على القروض المالية «الكاش».. حتى نظام الضرائب والرسوم، سيكون موضوعيا منطقيا، يعفي «اللي ما معه» بينما يستوفي ضرائب ما أكثر من «اللي معه».. هل حقاً سيخرج علينا الذكاء الصناعي بشعار تقديمي يشبه ما قاله ربعي بن عامر رضي الله عنه: « ابتعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد، إلى عبادة رب العباد..الخ».



شارك الخبر

استطلاع الأراء
هل تؤيد رفع اسعار الدخان وفرض ضريبة ؟

26853 المؤيدين

26763 المعارضين

26650 المحايدين

محايد لا نعم