في مستشفى البشير
ابراهيم عبد المجيد القيسي
لا أعاني حالة صحية ولا أعود مريضا بحمد الله، لكنني أحاول استخراج تقرير طبي مضى عليه عدة أشهر، وأكتب هذه المقالة وأنا أجلس على أحد مقاعد المراجعين للسجل الطبي المركزي..
ويجب القول بأنني ومنذ سنوات لم أقم بزيارة المستشفى، وقليلا ما كتبت عنه، حيث كتبت كثيرا عن مستشفى الجامعة الأردنية، الصرح الطبي الذي يمتلك تراثا تعليميا أكاديميا معروفا.. لكنني لم أكتب عن مستشفى البشير!
هذا المستشفى بدوره يمتلك تراثا أردنيا طبيا، ويعرفه الأردنيون وغيرهم، وقافلته الطيبة تسير وتقوم بعملها منذ عقود أردنية كثيرة.. لكننا ومع كل أسف، ثوى في ذاكرتنا حوله فكرة لا تجذب الصحافة للكتابة عنه على الطريقة التي تجري فيها كتابة عن مستشفيات وصروح طبية، كمستشفيات الخدمات الطبية الملكية، ومستشفى الجامعة، ومستشفى الأمير حمزة حديث التأسيس، إذا ما قورن بمستشفى البشير..
وعلى الرغم من زيارتي السريعة الغارقة بالإجراءات المكتبية، إلا أنني أشاهد اليوم صورة جميلة للمستشفى، ولا أتحدث عن مرافقه وأقسامه، بل ألمح هذا الإرث من خلال المكاتب الإدارية، وتأخذني الذاكرة إلى مقارنات تلقائية، بين صورة الإدارة القديمة (قبل عقود)، وصورتها اليوم.. فأنت اليوم تشعر برسوخ النظام، وأخلاقياته، وهذا بحد ذاته انطباع، ليس من السهل أن يلمسه مراجع لمستشفى البشير والمستشفيات الحكومية قبل سنوات، وبالطبع نتفاءل كل الخير مع ما نلمس ونتابع من جهود وزير الصحة الجديد.
الدكتور علي العبداللات، مدير مستشفى البشير، الذي لا أعرفه شخصيا، ولم ألتقِ به، يقوم بعمله كما يجب، ولا يغفل ملاحظة تتعلق بأداء المستشفى وموظفيه، فالذي يجري تقديمه وإنجازه في هذا المستشفى الكبير، قد لا يكون مثاليا، مقارنة مع المستشفيات (التي تملك وفرة مالية)، لكنه أفضل ما يمكن تقديمه، وبالتأكيد سنلمس مستقبلا، تقدما كبيرا واستقرارا في القطاع الصحي، على الرغم من الأزمات الاقتصادية، والمشاكل المالية التي تواجه الموازنة العامة..
الإجراءات الإدارية وثقافة النظام، هي أخلاقيات واحترام للقانون، ولا تعتمد على وفرة مالية وغيرها، بل على إدارة جادة وصادقة وصدق انتماء ووفاء للدولة ومؤسساتها.








