كما نعرف نحن هم يعرفون !!
محمد داودية
يمور في المجتمع الإسرائيلي اليوم، غضب شديد وتوبيخ متزايد وتحديد مسؤوليات وتبعات تحط على رأس رئيس الوزراء الإرهابي نتنياهو وسلالة الانحطاط التي تسنده وتحثه على المزيد من جرائم الإبادة والتجويع الجماعية بحق أبناء الشعب العربي الفلسطيني.
يفصح الإعلام الإسرائيلي عن نفاذ السخط إلى عمق قطاعات المجتمع الإسرائيلي، على الدرك السحيق الذي انحدرت إليها صورة إسرائيل في العالم !!
لقد أصبح النبذ والاحتقار، يصم كل إسرائيلي، لا بل كل يهودي، يتحرك في شوارع العالم، باعتباره مسؤولًا عن المحرقة التي يقترفها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.
ويمثل انتخاب زهران ممداني عمدة لمدينة نيويورك، وهو الذي أعلن أنه سيأمر باعتقل نتنياهو إن هو وصل إلى نيويورك، مؤشرًا على تأثير ما أصبح رائجًا في شوارع العالم على كل ذي ضمير وعلى بداية تحول ويقظة في المجتمع الأميركي.
يضاف إلى ذلك انتفاض عدد من رجال الدين المسيحيين، الذين هم في عداد كبار المؤثرين، على تشويه الاعتقاد السائد الذي يحث على دعم إسرائيل، باعتبار ذلك من أركان الإيمان.
وانتفاض كبار الممثلين والموسيقيين والكتاب والعلماء والسياسيين والأكاديميين الأميركان، على اقتطاع مليارات الدولارات من جيوب دافعي الضرائب، وتحويلها إلى كيان الابادة والعدوان والتجويع الجماعي !!
ظل «الإفلات من العقاب» هو الدرع الفولاذي المفرط الصلابة الذي يحمي الكيان الإسرائيلي، طيلة عشرات العقود الماضية.
هذا الدرع الذي تسبب في استمرار مآسينا، آخذٌ في التحلل بفضل تضحيات الإعلاميين والمصورين الفلسطينيين، الذين عملوا في ظروف الموت، على تزويد الرأي العام العالمي بالصورة، التي تسهم اليوم في نبذ الكيان.
لقد انهار نظام الفصل العنصري الحاكم في جمهورية جنوب أفريقيا، بفعل قرار دولي صارم حازم بمقاطعته، وبفعل النضالات المريرة التي خاضها شعب جمهورية جنوب أفريقيا، بقيادة الزعيم الكبير نلسون مانديلا.
يعرف أبناء الكيان التوسعي الإسرائيلي، كما نعرف، أنهم يمضون على المسار نفسه، وينتهون إلى المصير نفسه، مصير هزيمة الصهيونية، ومصير أوهام الاعتماد على فائض القوة والوحشية والمحرقة، لتحقيق الأمن !!
وكما أن النازية لم تكن قَدَرًا، فإن الصهيونية ليست قَدَرًا.








