2024-04-18     عدد زوار الموقع: 3594112

التوطين والتجنيس خطر أم مطلب؟ سميح المعايطة

إذا كان من دروس كبرى للعدوان على غزة فإن خطر التهجير كان الأكثر وضوحا في الخطاب والفكر الصهيوني منذ الأيام الأولى للعدوان، وهذا الفكر لدى كيان الاحتلال يخص الفلسطينيين في الضفة وغزة وأيضا له أسماء حركية عديدة للفلسطينيين في كل أماكن عيشهم وأيا ما كانت جنسياتهم، ومن ذلك نحن في الأردن الذين نواجه خطر الفكر الصهيوني من خلال عدة مسارات أكثرها وضوحا التهجير من الضفة للأردن أو التهجير الناعم أو عناوين أخرى تبدو أحيانا وحدوية أو إنسانية..
وكل من هو صادق في تعبيره عن رفض العدوان على غزة أو محاولة تهجير جزء من سكانها إلى مصر وغيرها يفترض أن يكون رافضا أي شكل من أشكال التوطين السياسي لأي فلسطيني خارج أرضه وأيضا رافضا لأي عملية تجنيس لأي فلسطيني أيا كان العنوان الحركي، ويفترض أن يكون معاديا لأي مشروع ظاهره وحدوي مثل الكونفدرالية أو الفدرالية أو عودة الضفة الغربية لحكم الأردن لأن كل هذه العناوين وأشكال التجنيس والتوطين ليست إلا خدمة مباشرة للفكر الصهيوني وإيجاد وطن بديل للفلسطينيين على حساب حقوقهم الوطنية والسياسية التي يجب أن تكون على أرضهم وليس في أي مكان آخر.
كل صادق في رفض العدوان على غزة يفترض ألا يكون ساعيا أو داعيا في نفس الوقت لتوطين أو تجنيس أو أي فكر مهما كان شكله الخارجي ومبرره الشكلي، فمواجهة الاحتلال تعني أن نغلق كل أبواب الشيطان التي يريد أن يفتحها خدمة لمشروعه، ولا قيمة لأي موقف يرفض التهجير من غزة ثم يكون من دعاة تهجير ناعم من الضفة أو مشاريع تجنيس أو توطين أو استهداف للهوية الوطنية الأردنية وتلقائيا الهوية الوطنية الفلسطينية.
الصراعات الكبرى مثل القضية الفلسطينية ليست مع جيش احتلال فقط بل هي أيضا مع أفكاره وفكره الخطير، فالعدوان على غزة استغله الاحتلال لهجوم منظم على وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين، واستطاع أن يؤثر على مواقف دول مهمة في تمويلها، وليس بعيدا أن نرى تغيرا ملموسا في دورها بعد الحرب، لأن الأونروا تعبير عن حق العودة، وضرب الأونروا خطير مثلما هو مشروع التهجير الذي ما تزال خطورته حتى اليوم، وكلما رفع أي شخص صوته لمشاريع التجنيس أو التوطين السياسي أو استهداف الهوية الوطنية الأردنية فهذا الصوت أيا كانت غايات أصحابه فهو خدمة حقيقية لفكر التهجير والعدوان والتوطين لدى الصهاينة..



شارك الخبر
استطلاع الأراء
هل تؤيد رفع اسعار الدخان وفرض ضريبة ؟

3384 المؤيدين

2943 المعارضين

2773 المحايدين

محايد لا نعم