2024-04-20     عدد زوار الموقع: 3606217

في الأردن.. لنتحدث معا سميح المعايطة

أزمة وعدوان وحرب بحجم ما يجري في غزة تركت وتؤثر في بعض تفاصيل الدول وأولوياتها وخاصة أن خريطة المواقف خلال هذه الأزمة الكبرى لم تحتو انقساما في الموقف من حماس أو الموقف مما بعد انتهاء الحرب بل كانت هناك خرائط فرعية لبعض الدول مختلفة عن دول أخرى وأتحدث هنا عن الدول العربية بشكل عام أو الدول العربية المحيطة بفلسطين أو حتى دول الإقليم.
ومؤكد أن أي دولة من دول الإقليم ستقف مع نفسها بعد انتهاء الحرب وتقيم ما جرى وماذا كسبت وماذا خسرت، وما هي حدود مصالحها التي تضررت أو المصالح والأولويات الجديدة التي ظهرت خلال أشهر الأزمة.
لم ينته العدوان على غزة لكن ملامح القادم بدأت تظهر حتى وإن كانت في بداياتها، لكننا قد نكون بشكل مفاجئ أمام لحظة نهاية العدوان العسكري وبداية مرحلة سياسية نتمنى أن تكون عدوانا سياسيا.
نحن في الأردن كنا في تفاصيل الأزمة ليس بحكم الجغرافيا والديموغرافيا فقط بل لأن الرؤية الأردنية للعدوان كانت ترى فيه مشروعا سياسيا لتصفية القضية الفلسطينية، وكانت المخاوف وما تزال حاضرة حتى الآن، وكنا في الأردن هدفا للتشوية من جهات داخل وخارج حدودنا، وحاول البعض داخلنا الاستقواء على الدولة وتحويل الأزمة إلى مكاسب سياسية لفئة هنا أو هناك.
تجربة أشهر العدوان الذي ما يزال مستمرا كانت وما تزال صعبة علينا، فإسرائيل لم تترك فرصة تؤكد فيها حقدها على الأردن ومواقفه، ورغم وجود تيار داخل الاحتلال يرى مصلحته في علاقة هادئة مع الأردن، إلا أن الروح التي يتم التعامل فيها مع الأردن عدائية.
وعلى حدودنا الشمالية كانت الميليشيات الطائفية تنفذ توجيهات سيدها الإيراني في استهداف الأردن، وما يزال الخطر قائما وإن كانت الردود الأردنية الحازمة عسكريا ستترك أثرا في تفكير عصابات التهريب وميليشيات الإرهاب الطائفية.
وعلى حدودنا الشرقية مع العراق كان هناك محاولة خبيثة وإن كانت بائسة من ميليشيات إيران لإقامة تجمع قرب الحدود العراقية مع الأردن، والمبرر الانطلاق نحو فلسطين تماما مثلما كان شعار الخميني عندما جاء بأن طريق القدس تمر عبر بغداد، لكن بغداد سقطت واكتشفنا أنها طريق نحو سورية واليمن ولبنان.
فترة العدوان على غزة لم تكن سهلة على الأردن، وتقييم أداء تفاصيل الدولة بما فيها القوى السياسية، وأيضا تقييم مسار الإقليم وحتى العلاقة مع الولايات المتحدة، يضاف إليها محاولات الاستهداف من الشمال، كل هذا عند التقييم سيضعنا أمام حقائق قديمة متجددة وأمام دروس نحتاج لاستيعابها، وأمام خطوات كبرى تحتاج الدولة أن تقوم بها في قادم الشهور.
ولعل ما نحتاجه في وقت نتمنى ألا يكون بعيدا، حديثا أردنيا داخليا يلخص للأردنيين ما جرى، وتنصف به الدولة نفسها، وتضع ما أمكن من المعطيات أمام الناس، حديثا يكون بوابة لمرحلة جديدة تعيد الأوزان الحقيقية لكل شيء وجهة عاشت مراهقة أو أوهاما، ونؤكد للأردني الحريص على بلده معالم طريقنا الآمن نحو القادم.




شارك الخبر
استطلاع الأراء
هل تؤيد رفع اسعار الدخان وفرض ضريبة ؟

3400 المؤيدين

2960 المعارضين

2792 المحايدين

محايد لا نعم